قمة اللحظة المصرية مع أوروبا

السبت 3 من جمادي الأولى 1447 هــ
العدد 50727
دائما، وأبدًا مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى فى المكان والزمان المناسب، والدقيق، والمتابعة المبهرة للحظة المصرية التى صنعتها سياسة القاهرة المقتدرة، خاصة فى الشرق الأوسط والعالم، بعد حرب إسرائيلية عاصفة وصلت إلى الإبادة للشعب الفلسطينى فى غزة، وهزت منطقتنا، بل العالم، ووضعته على شفا صراعات من كل الأنواع لا تنتهى، ولم تكن جرب غزة وحدها، بل حرب إقليمية واسعة شملت 7 جبهات وإيران.
لقد عُقدت القمة الأولى (مصر وأوروبا)، ولها معناها، ومغزاها العالمى فى الوقت الفارق، والدقيق، فمصر الدولة الإقليمية الكبرى التى تملك خيوط السياسة الشرق الأوسطية، بل معها الملفات الرئيسية لعالمنا الراهن، تصنع لحظة تاريخية جديدة بعد قمة شرم الشيخ لزعماء العالم مع الرئيس الأمريكى ترامب لصياغة واقع جديد للشرق الأوسط مع وقف الحرب على الشعب الفلسطينى، كما كان وزن مصر وثقلها على المسرح العالمى واضحا بقوة فى قمة بروكسل، حيث تقف مصر فى موقع متكافئ فى مقابل الأوروبيين بعد موقفها المتميز جدا مع الأمريكيين، وهذا يأتى تتويجا لجهودها، وسياستها الحكيمة والفعالة، التى يديرها بخطوات محسوبة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقد كنت أسمع صوت النجاح يتردد على أسماعنا مرة أخرى بقوة على المسرح العالمى، وكان وقعه أكثر تأثيرا بعد أن سمعناه من أمريكا والعالم فى شرم الشيخ، حيث تتجدد نظرة أوروبا لمصر أنها نقطة استقرار للمنطقة، وأنها الشريك الرئيسى فى التنمية، وتبادل المعرفة، وهذا ما يجعل كل لقاء بين الجانبين فرصة لتجديد العهد، وتعميق الشراكة.
وأخيرا، لقد كشفت مصر أنها ليست محورا، وعامل استقرار فقط، بل منصة لتنسيق المواقف، وإنهاء الحروب، بما ينعكس إيجابا على أمن أوروبا نفسها، وهذا ما جعلها تستقبل مصر شريكا متساويا متكافئا، فهى من تحتاجنا أكثر من احتياجنا إليها، ويا لها من لحظة فخر واعتزاز بالسياسة المصرية، لأنها تكشف معدن القيادة فى عالمنا المعاصر، والتى ترجمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أن القيادة الحقيقية ليست فى شن الحروب وإنما فى القدرة على إنهائها، ومصر قادرة على ذلك، وتلك فلسفة مصرية تعبر عن أن القوة الحقيقية تكمن فى السلام، والتنمية، والاستقرار، لا فى السلاح وحده كما يفكر أهل الحروب وزعزعة الاستقرار.
