2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المعجزة فى إسنا!

الخميس 3 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50697
كل مصرى ومصرية، وفى مقدمتهم رئيسنا عبدالفتاح السيسى، مدعوون ليروا المعجزة المصرية التى هبطت فى مدينة إسنا بصعيد مصر، والتى خطفت اهتمام كل الدوائر العالمية، وحصلت منذ أيام على أرفع جائزة للعمارة فى العالم (أغاخان) فى دورتها الـ (16) 2025. لقد أعادت تلك البقعة المهملة مصر إلى الخريطة العالمية، مؤكدة ريادتها فى الجمع بين الأصالة والابتكارات، حيث تفوقت إسنا على أثينا، باعتبار الأول مشتق من الثانى (عمرت مصر العليا)، وسنرى هناك إرثا تاريخيا متعدد الطبقات.. مدينة فتنت الغرب حديثا وقديما، وخلدها فلوبير فى كتاباته.. إنها نموذج حى لذاكرة متعددة.. النموذج الفريد قدمه المصريون المعاصرون ليصبح محركا ونموذجا قابلا للتكرار فى مجالات التنمية المستدامة كما ذكرت بدقة منال عوض، وزير التنمية المحلية، وهى تتسلم الجائزة العالمية، فقد أعادوا بناء المدينة القديمة، والبناء العريق، بل التراث غير المادى، من خلال توثيق مسارها (20 مبنى تراثيا عادت للحياة و25 وصفة للطعام، بل أحيوا مطبخ «أوكرا» بمبادرات سيدات إسنا. إن ما حدث معجزة حية من شركاء محليين ودوليين، ومؤسسة «تكوين لتنمية المجتمعات» التى كل فرد فيها يستحق التكريم والتقدير، فشكرا لهم، حيث عاد موقع خنوم الأثرى حيا تحيطه وكالة الجداوى (فتحت للجمهور)، وكل المبانى التراثية عادت، ومعها البازارات التاريخية، بل الأسواق القديمة (القيسارية، أحد أقدم أسواق الصعيد المبهرة)، وبيت الضيافة الملكى من القرن التاسع عشر، و15 موقعا ذات أهمية معمارية عادت. وأخيرا، إسنا تتجاوز معايير الحفاظ على العمران، وتعزيز التنمية، ووضع مصر على خريطة الحوار العالمية بعد، بل أهلها يتسمون بالطيبة، فهى مدينة للتعايش قديما، وكما وصفها علماء الحملة الفرنسية تتمتع بالهدوء والسلام، وزيارتها التاريخية تجربة إنسانية تفوقت على المعايير العالمية، وأعادت مصر للجوائز العالمية، وكان آخرها جائزة مكتبة الإسكندرية 2004، فهى مدينة تكشف فى جملة واحدة عن الحمض النووى للتاريخ المصرى متعدد الطبقات، حيث يقبع فى قلبها المعبد الفرعونى، وتحيط بها أقدم كنيسة ومسجد فى العالم، وأهمها يقدمون الطعام الذى يجمع الشرق والغرب.. مبروك إسنا العالمية، ومبروك لمصر التفوق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى