2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

نواقص الحل الترامبى!

السبت 12 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50706
المشروع الترامبى لحل أزمة حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة، التى تدخل عامها الثالث بلا أمل لأهلها فى الحياة، وقد تهدم القطاع، واحتلت تل أبيب أكثر من 80% من أنحائه، وتهدم الآن الأبراج على أهلها، بعد أن هدمت المستشفيات، والمدارس، ويتعرض السكان للإبادة الجماعية، وجرائم قتل الأطفال، والمدنيين قياسية- لا يمكن إغفال أن بعض نقاطه الإيجابية تلتقى مع الخطة المصرية لإعمار غزة، وإنهاء حالة الحرب المستمرة، كما يجب عدم إغفال أن الحل الترامبى تضمن ما نستطيع أن نسميه «أفقا سياسيا للقضية الفلسطينية»، وقد جاء بشكل غير مباشر عبر رفضه ضم القطاع، أو استيطان الإسرائيليين به، أو إعادة احتلاله، بمعنى اعتراف أمريكا، ومن خلفها إسرائيل، بأن غزة وقطاعها أراضٍ فلسطينية، وجاء هذا الاعتراف بعد رفض واشنطن ضم أراضى الضفة الغربية هى الأخرى، ونحن نعلم أن القدس الشرقية جزء من الضفة.

أى أننا أمام متغيرات جديدة فى إدارة ترامب ورؤيتها للقضية الفلسطينية يجب تفهمها، والتى جاءت بعد الاعترافات العالمية بفلسطين، ويجب تثمينها والبناء عليها، ويجب عدم إغفالها نهائيا، وهى بالقطع خطوات إيجابية فى المشروع الأمريكى الجديد المطروح، لكن يجب تأكيد أن قطاع غزة يجب أن يديره الفلسطينيون فقط، وهذا أمر بديهى، ودور مصر، أو غيرها من الدول العربية، أو الأخرى، هو تقديم الدعم والمساعدة، أى أننا نفهم أن دور اللجنة الدولية التى وردت فى خطة ترامب دور داعم للجنة الفلسطينية، ثم بعد ذلك للسلطة الفلسطينية لكى تستطيع تولى الأمور الكاملة لقطاع غزة، مع توحيده مع الضفة الغربية بتجسيد الدولة الفلسطينية حتى لا تدور المنطقة فى حلقة مفرغة، وعلينا أن نفهم أن الوجود فى إطار إدارة غامضة تديرها هيئة دولية تستبعد أى دور للفلسطينيين شىء خطير على مستقبل المنطقة، ولا تقبله مصر بالقطع، ويعد ظلما إضافيا للفلسطينيين لا يتحمله ضميرهم الوطنى والقومى.

وأخيرا، أعتقد أن المناقشات التفصيلية للمشروع الأمريكى (الترامبى) ستذلل هذه العقبات الجوهرية، حيث العناوين العامة مقبولة، لكن المشكلات تكمن فى التفاصيل، والمكاشفات الصريحة مع الجانب الأمريكى، والإسرائيلى فى المرحلة المقبلة يجب أن يكون فيها مزيد من التوضيحات بالعمق حول النواقص المعيبة فى خطة ترامب لكى يتم تلافيها، وإتاحة أكبر فرصة لنجاحها، وأن تكون حلا دائما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى