2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رفح.. ليس معبرا للتهجير أو تصفية القضية!

الأثنين 16 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50680
منذ أن انطلقت حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة أدركت مصر، منذ الدقيقة الأولى، أهداف، ومرامى تل أبيب، وهى إعادة احتلال غزة، وطرد، أو تهجير، الفلسطينيين منها، وقد رفضت القاهرة ذلك، وقاومته، وفندته أمام العالم، والآن، بعد ٧٠٠ يوم من العدوان المتواصل، مازالت إسرائيل تواصل ضرب غزة، بعد تجويع أهلها، وها هو بنيامين نيتانياهو، رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، خرج علينا يهرطق، ويهرتل: «مصر تريد حبس الفلسطينيين فى غزة.. مصر تقف ضد تهجير الفلسطينيين الطوعى»!!، وهو كلام لا يخرج إلا من عقلية إجرامية خارجة على كل القوانين، لأن الغزاويين يرفضون التفريط فى أرضهم، ويرفضون التهجير، وتصفية قضيتهم إلى الأبد، والغريب أن نيتانياهو يسمى ذلك «حبسا للفلسطينيين»، ويتناسى ما تفعله دولتهم المزعومة من إغلاق للمعبر من الجانب الآخر، مانعة وصول المساعدات الإنسانية لأهلنا فى غزة، كما أنها تتحكم فى ٦ معابر أخرى، وفى البحر، والجو، وتمنع «الأونروا» من العمل، والعجيب أن نيتانياهو يريد أن يفتح المعبر من الجانب الآخر ليس لدخول المساعدات وإنما لتهجير الفلسطينيين طوعا من أراضيهم- على حد زعمه.

لقد تركت أمريكا، والمجتمع الدولى، والأمم المتحدة إسرائيل تفعل ما تريد بالفلسطينيين عموما، وخاصة الغزيين، وارتكب نيتانياهو وحكومته «جريمة القرن» الراهنة، التى سوف يُحاسب عليها، إن لم يكن اليوم فغدا، والتاريخ الإنسانى سيكتب من استخدم التجويع سلاحا لقهر، وقتل المدنيين العزل، والأطفال، والنساء، والشيوخ، والمرضى، ومنع الطعام، والشراب عنهم، وكل ذلك والعالم يتفرج.

وأخيرا، أهل غزة صامدون، يرفضون النزوح، ونيتانياهو وحكومته يدفعونهم دفعا للتهجير، حيث يسقطون الأبراج، والمبانى، والخيام على رءوسهم، ولم يعد الحصار، والتجويع هما السلاح الوحيد فى قهر غزة أمام العالم، فهم يريدون طردهم نهائيا من آخر قطعة نصبت للدولة الفلسطينية، وقد رفضت مصر أن يكون رفح معبرا لتصفية القضية الفلسطينية، متجاوزة البعد الإنسانى إلى موقف سياسى وسيادى حاسم، وواضح، مؤكدة تمترسها فى موقع الدفاع عن أكثر القضايا عدلا، حيث لا تهجير للغزيين، والفلسطينيين، أو تصفية لقضيتهم على حساب الحق والتاريخ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى