قمة الدوحة والعدوان على غزة وقطر

الثلاثاء 24 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50688
كثيرة هى الرسائل التى أرادها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو من الاعتداء على قطر سبتمبر 2025، آخرها، بالقطع، هى استهداف عدد من قيادات حماس فى الصفين الثانى والثالث غير مؤثرين فى مسارها الراهن، ولكنها كانت تستهدف، ولاتزال، الدور الخليجى كله المتنامى، خاصة السعودى، فى القضية الفلسطينية، وعلى الأخص ما بعد الاعترافات العالمية بدولة فلسطين، وما ظهر من دعم إماراتى، وذلك بمسارعة رئيس دولة الإمارات متضامنا مع قطر، واستدعاء السفير الإسرائيلى فى أبوظبى، وبالقطع الدور القطرى المهم فى الوساطة. أعتقد أن قمة الدول الإسلامية العربية يجب أن تبرز أن وقوف الخليج والدول العربية والإسلامية مع فلسطين ليس عارضا، ولكنه قضية أمن قومى لكل هذه البلدان مجتمعة، ويبلور الصحوة العربية والإسلامية فى القمة المزدوجة وتموضعها أمام الوضع والجنون الإسرائيلى ومواجهته، وأن تعرف أمريكا أن التماهى الكامل مع الموقف الإسرائيلى له ثمن عند هذه الدول بشكل جماعى سيدفعه الطرف المعتدى، ليعرف الطرفان أن استهداف الخليج مكلف، وأن البعد الإستراتيجى جلل، وأن استهداف قطر ليس شأنا ثنائيا بل مساس بالجميع، ويكفى أن تخرج القمة بمبادرة بعيدة عن الشجب أو التضامن فقط، بل تظهر قوة هذا العالم، حيث لا أحد يتوقع نتائج دراماتيكية، ولكن يكفى أن نذكر أن إسرائيل تُهزم دوما فى معترك السياسة، والدبلوماسية، وحشد العالم، ونذكر بمعركتىّ السويس وكامب ديفيد، وكيف سُحقت فيهما إسرائيل، وفُرض عليها الانسحاب والتراجع. يجب ألا تخرج إسرائيل من الجولة رابحة من غير أن تثبت أن الأمة على اتساعها عاجزة عن تحويل الغضب إلى فعل، وأنها قادرة على أن تعطى إشارة للعالم بأن تنقل التشرذم إلى الوحدة والتنسيق، وأن تدرك أمريكا وإسرائيل أن استهداف بلد معين قد يكون الشرارة التى تشعل، وتشكل وعيا جماعيا يجعل العدوان مكلفا وغاليا، وأن الكل يدرك أن العدوان الإسرائيلى يطول مكانة الأمة كلها، وأن يكون هناك برنامج زمنى عربى وإسلامى لمتابعة وضع الدولة الفلسطينية على الأرض، واسترداد القدس، وأن يعرف العالم أن الأمور لن تستقيم وتستقر إقليميا، وعالميا، وأن الفلسطينيين مشردون، ويواجهون الموت والإبادة وحدهم.
