رحلة «بانخر».. واقتصاديات وسائل الإعلام!

الخميس 12 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50676
منذ أن تلقيت دعوة من المهندس عبدالصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، للحديث عن الصحافة، ومستقبلها، ودور المؤسسات العامة- وقد سيطر علىّ كتاب، أو بالأحرى دراسة حديثة، للدكتور عبدالله على بانخر، الأستاذ السعودى، بل العربى، فى فن الإعلام والإعلان والتسويق، وهو بعنوان «اقتصاديات وسائل الإعلام.. الممارسات- الفرص- التحديات».
قبل اللقاء تفحصت الكتاب، وبعده عدت إليه لفحص أرقامه، وحقيقة أدعو كل المهتمين بالشأن الإعلامى، أو الذين يدورون فى فلكه، إلى قراءته، بل دراسته لقدرته على النفاذ، وفهم القواعد الرئيسية، ويستشرف المستقبل القريب لهذه المهنة الحيوية، كما كتب عنه بدقة متناهية الأستاذ عبدالرحمن الراشد، وهو من أكثر الكُتاب المعاصرين رصدا للشئون العربية، والسياسية، ورئيس تحرير سابق لجريدة الشرق الأوسط، وقناة العربية الإخبارية، ومقدمته دقيقة للغاية، وقد احتوت رصدا أنه «ليس من قبيل المصادفة أن المؤسسات الإعلامية الكبرى بكل لغة، وفى كل مكان، كانت لها الغلبة، ولكن الرافعة تغيرت، حيث إن تسارع التطورات التقنية أربك المشهد الإعلامى، وغير قواعد اللعبة، وقد حفر الأستاذ الراشد فى ذهنى كلمة «رغم ذلك علينا ألا نستعجل إعلان الحكم، فالفوضى قد تأكل أبناءها، والكلمة الأخيرة ستكون للسوق الإعلامية».
أعتقد أن رحلة بانخر رصدت السوق السعودية كيف نجحت فى تكوين بنية أساسية، وعلمية قوية ساعدت فى بناء إمبراطورية عالمية استحوذت على الفكر والإعلام فى المنطقة العربية، وهو من القلائل المتخصصين فى السوق الإعلامية والإعلانية السعودية، والعربية، وبحكم، وطبيعة تخصصه، وتجربته الثرية يقدم الجوانب المختلفة للسوق، وتطوراتها، واتجاهاتها المستقبلية، حيث يؤمن، ونتفق معه، بأن المحتوى هو الحكم فى ملعب التنافس المحموم، وأنه لابد من فهم طبيعة، ودور آليات السوق الإعلامية الراعية، والإعلان، وحسابات المشاهدة، والمتابعة، والتغيرات التقنية، وكذلك الاستثمارات، والتشريعات المنظمة للسوق، مدفوعة بنمو الاقتصاد القائم على الرقمنة، والحلول الذكية، وأخيرا، عندما انتهيت من الدراسة فهمت كيف تغيرت قواعد اللعبة، رغم أن الأساسيات تبقى مهمة، ولا تتغير، والدنيا تتغير مع ازدياد الوسائل الرقمية، وأنه من المهم رصد تطور الاقتصاد وربطه بالإنفاق الإعلانى، وأن الكلمة المؤثرة فى آليات السوق تكون من حيث حجم الإنتاج، والاستهلاك، والتبادل فيما بينهما.. شكرا الدكتور عبد الله بانخر، فقد فتحت أمام عقلى عالما جديدا.
