حامد عبدالعزيز.. أستاذنا!

الخميس 27 من صفر 1447 هــ
العدد 50662
إنها فرصة أن أكتب عن أحد رموز الأهرام الصحفية الأستاذ حامد عبدالعزيز (1902-1981)، وهو، فى الوقت نفسه، والد الفنانة المرموقة لبنى عبدالعزيز. عندما دخلت إلى الأهرام فى منتصف السبعينيات كنت أجد أستاذنا، وقدوتنا فى المهنة، حامد عبدالعزيز، يجتمع يوميا مع الأستاذين: سعيد فريد، وحسن سلومة، والثلاثة أكبرهم الأستاذ حامد الذى كان يغطى وزارة الصحة، وكان الأستاذ سعيد يغطى وزارة الصناعة، والأستاذ حسن يغطى وزارة الزراعة، وقد كان كل الأهراميين يحتاجون الأستاذ حامد عندما يقصدهم أى مريض لتذليل أى صعوبات تعترضه، كما أن مستشفيات وزارة الصحة فى هذه الفترة هى أهم المستشفيات، ويُعرف عنه الثقافة الموسوعية، والإلمام باللغات الأجنبية، فقد كان مترجما، وله اهتمامات أدبية، وهكذا كان مندوبو الأهرام الإخباريون نجوما ساطعة، يحصلون على الأخبار، وينتظرهم الديسك المركزى، والاجتماعات، وكنا عندما ندخل اجتماعات قسم الأخبار، نجد الإخباريين الثلاثة يقدمون لرئيس القسم، الأستاذ ممدوح طه، ثم الأستاذ إبراهيم نافع، قصصهم اليومية التى حصلوا عليها فى اليوم السابق، ثم ينطلقون إلى وزاراتهم مرة أخرى لإحضار مزيد من القصص تزين الصفحة الأولى، وصفحة الدولة، وعندما كان يصدر تقرير مركز الدراسات الصحفية، كان الأساتذة (عبدالعزيز وفريد وسلومة) يسبقون الجميع أسبوعيا كمًا (عددا) وكيفا (تميزا) فى نوعية الخبر، واهتمامات الناس.
وأخيرا، لقد كان الأستاذ حامد كثيرا ما يحدثنى عن ابنته الفنانة لبنى عبدالعزيز التى بدأت حياتها إعلامية بالتليفزيون مذيعة، ثم أصبحت فنانة ملء السمع والبصر، ومازالت كلمات كمال الملاخ ترن فى أذنىَّ وهو يتحدث أو يكتب عنه: «إنه ذكى العبارة، سريع التدفق الصحفى، لم يرض أن يلهث وراء الأضواء، بل إنه يكتفى دائما بأن يقرأ الآداب العالمية، وهى الثقافة التى كانت زاده فى تقديم وبناء فكر ابنته الفنانة الرائعة لبنى عبدالعزيز»،. وكم تطلعت أن تكرمه الأهرام بمناسبة الاحتفالات بتكريم ابنته فنانتنا الجميلة.. رحم الله الأساتذة القدوة (حامد عبدالعزيز، وسعيد فريد، وحسن سلومة)، وكل نجوم الأهرام الراحلين، الذين صنعوا هذا الصرح الصحفى العظيم، الذى دخل عامه المائة والخمسين، وأن تظل الأهرام منارة الصحافة فى مصر، وعالمها، وأبناؤها هم النجوم الزاهرة.
