5 أغسطس .. ورسالة إلى الأهرام!

الثلاثاء 11 من صفر 1447 هــ
العدد 50646
عندما ظهرت الأهرام فى مثل هذا اليوم (منذ 149 عاما) كان العالم مختلفا، فقد كان الاتصال صعبا، أما اليوم فعالم النت، والأقمار الصناعية جعلنا عالما واحدا، وقد تغير كل شىء، والأهرام قاطرة مأمونة، وقوية، ويجب أن تكون قاطرة العالم الجديد لما تملكه من إمكانات، وتراث غنى فى بنيتها منذ تأسيسها عقدا وراء الآخر. أما قراء الأهرام، والأهراميون، فأقول لهم أنتم الأمل، والمحبة.. التفوا حول تاريخكم بحب، فهو فى حاجة إليكم، وهو يستحق بعد هذا العمر الطويل، حتى يجدد نفسه، ويظل قويا، وقطعا هذا التاريخ، والكلمات، والقصائد، والأبحاث التى عشنا بها، ولها، وتراثنا، وتاريخنا- ستخرج من كوامينها، وستكون صرحا شامخا، أو قاطرة تأخذ مصر، والمنطقة العربية إلى مكانة نحن نلمسها، ونعلمها، ولكنها مازالت فى ضمير الغائب، وقطعا هى ستكون فى الواقع الحى، والملموس قريبا، لأن مصر وهى تتجدد، وتبنى نفسها أراها تعود إلى يوم تأسيس هذه المؤسسة، وبنائها الجديد، تأخذ منها الفكرة، والعمق. أعتقد أن «الأهرام جريدة امتدت قواعدها فى القلوب.. امتدت لتكشف الغيوب (الإمام محمد عبده) الأهرام صحافة ليست أشباحا، بل غذاء للأرواح، ولسان للسماوات، فبين 5 أغسطس 1876 وأغسطس 2025 سحابة عمرك الخصيب، فأبدا لا تهرمين»، وكل مصرى ومصرية، وكل عربى وعربية، أشعر الآن أنه بحاجة إلى فكرك، وقلمك لإنقاذ المنطقة، وعالمنا مما يخطط لنا من فوضى، واغتراب، وحروب فى العالم الجديد، ومن إثارة، وارتباك، وتدهور فى التفكير، وأرى فى رصانتك، وعمقك ملاذا لنا من اغتراب، واضطراب.. أرى أن هرمك يا أهرام ليس ككل الأهرامات إلا فى شموخه، وليس عمرا يمر، أو خريفا يُطوى، بل سطوع حى كأهرام مصر الخالدة التى تعطى بسحرها كل يوم بريقا لا يكشف سرها إلا أهلها المصريون، الذين عندما ينظرون نحوها يعرفون معنى الخلود، والتجدد، والصمود على الأرض، ورغم العواصف لا يقتلعهم أحد، ولكن يبنون، ويتجددون مع الزمن، فكل سنة والأهرام خالدة، وقوية، وبقى لى عمود خاص بى من عمرى مع، وعن الأهرام أكتبه غدا بعد إذن القارئ العزيز.
