2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

سهير هدايت.. أُمُ الجميع!

الأربعاء 9 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50703
كلما مررت فى صالة تحرير الأهرام كان يحلو لي، ويشعرنى بالسعادة، أن أقف دائما لكى أتحاور مع صحفية ذات طبيعة خاصة، وفريدة فى شخصيتها، تتحكم فيها، دون أن تدري، غريزة الأمومة، فهى أم الجميع، حتى الذين يكبرونها فى السن، وزملائها، مما جعلها تختلف عن أى سيدة أخري.. إنها الأستاذة سهير هدايت التى رحلت عن عالمنا منذ أيام (2025). لقد كانت، رحمها الله، محررة علمية دقيقة كرست كل وقتها المهنى لتقدم لقرائها كل جديد فى عالم الطب وعلومه المميزة، فقد عرفت كل الأطباء الأكفاء القادرين والمهرة فى مصر، وللذين لا يعرفون «مصر هى أم الطب فى المنطقة العربية، إن لم يكن العالم كله»، وبها صفوة علماء وخبراء الطب الذين يعالجون المستعصي، ويصلون إلى حقائق الأمراض أيا كانت بسهولة، كما كانت الفقيدة واحدة من الذين يعرفون أدق أسرار الطب فى مصر، وجعلت من هذه المعرفة الدقيقة مؤسسة خيرية تخدم بها زملاءها، وكل من يلوذ بها، فتجد له الطبيب، والمستشفي، وتلاحقه حتى يتم علاجه، وتلك مهارة جعلتها دوما محاطة بزملائنا، مما يجعلنا نقول عن سهير إنها كانت إسعافا عقليا وإنسانيا، إن لم يكن ماديا لكل محتاج، وباحث عن الخروج من الألم والمرض، وكانت تؤدى هذه المهمة الجليلة بحنان، وغريزة الأمومة الكامنة فيها، وعندما نعود إلى موضوعاتها الصحفية سنجد أنها كانت محررة علمية متميزة، أحبت مهنتها التى امتدت للقارئ تكتب له روشتة الوقاية والتغذية الصحية، حيث كانت لا تلجأ إلى الإثارة، وهادئة إلى أقصى الحدود، وقد كانت خصلة الصحفى لا تفارقها، رحمها الله، وعزاؤنا إلى أسرتها الأهرامية، فقد كان زوجها، رحمه الله، أهراميا رفيعا (الأستاذ محمود رشدي) الذى يعرفه كل من دخل الأهرام مديرا لشئون العاملين، وعزاؤنا لابنيها نهى وأحمد. وأخيرا، نحن نعرف مدى مرارة خسارة الحنان الفياض، والأمومة الجارفة، لكن عزاءنا أن الفقيدة أدت رسالتها على أكمل وجه لقارئها، وزملائها، وأسرتها، وستظل ذكراها باقية تحكى قصة الإنسان عندما يحول الألم إلى منحة وعطاء لكل إنسان.. رحم الله سهير هدايت، فقد عاشت يحبها كل إنسان يعرفها، بل يقرأ لها، ويرى فيها «أمه الثانية» متجددة، وخالصة العطاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى