سينما العيد فقيرة..

الخميس 4 من شوال 1446 هــ
العدد 50522
فى العالم كله هناك مواسم للبيع والشراء تتزاحم فيها الأسواق من المستهلكين بحثا عن السلعة، أو احتياجاتهم، أكثر من أى فترة أخرى، وأنا من المقتنعين بأن الأسواق هى التى تصنع المستهلك الجيد والردىء، وإذا كان رمضان موسما يزداد فيه الإنتاج الدرامى (المسلسلات)، حيث تتسابق محطات التليفزيون لشراء هذه المسلسلات، أيا كان نوعها، سواء كانت جيدة أو رديئة- فإن رأى الجمهور مسئولية كبيرة، ويجب أن نساعد، ونرتقى بأذواق المستهلكين حتى يرتقى إنتاجنا، والذوق العام فى كل المجالات، وأن تشجع الحكومة، ممثلة فى وزارة الثقافة، أو محطات التليفزيون، المسلسلات المتميزة. لقد كان الموسم الرمضانى مزدهرا إلى حد ما، وكانت هناك مسلسلات متميزة سبق أن أشرنا إليها، وأخرى رديئة يجب أن ترفض محطات التلفزة إعادة عرضها، كما كانت هناك برامج تشجع على الذوق المتدنى، ويجب أن يكون هناك من يمنع مثل هذا الذوق من انتشاره، كما أن السينما هى الأخرى تشتكى فى هذا الموسم، فعادة يقُبل الجمهور على السينما فى الأعياد، حيث كعكة السينما تنافس فى هذا العيد، (4 أفلام فقط لا غير) لا نستطيع أن نصفها بأنها من الأفلام المتميزة جدا، ولكنها من النوع الذى يعجب الذوق الجمهورى السائد، أو من الكوميديا الشعبية، حتى اسمها لا يشجع الباحثين عن الذوق الراقى على الذهاب للسينما، فمثلا هناك فيلم استغل نجومية تامر حسنى وقدمه أيمن بهجت قمر يركز على تيمة الفتاة التى تحب، وفيلم آخر (نجوم الساحل) قصة حب على الشاطئ، وفيلم «سيكو سيكو» من أفلام المفاجآت، والرابع الآخر (الصفا الثانوية بنات) مدرس فى مدرسة بنات ومواقف طريفة.
وأخيرا، لسنا ضد الترفيه، أو الكوميديا غير المكلفة، ولكن الموسم السينمائى لا يشبع رغبات الناس، فقد وجدنا السينما فى العيد تتراجع، أو تجرى وراء رغبات عدد محدود من جمهورها، ونحن نريد أن نرى فى مصر إنتاجا سينمائيا متميزا يلبى كل الاحتياجات، وفى الدراما وجدنا 10 أو 15 مسلسلا جيدا والأخرى شعبوية، مما يعنى أن رغبات الدراما فى مصر فى رمضان لم تكن فقيرة، لكن السينما تحتاج إلى رعاية من وزارة الثقافة، فمصر مدرسة كبيرة وعريقة فى الإنتاج السينمائى.
