مصر فى المولد النبوى

السبت 14 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50678
ليس هناك فى كل العالم العربى والإسلامى من يستطيع أن يجارى المصريين فى احتفالهم بمولد سيدنا، ونبينا، وحبيبنا، وقدوتنا محمد- صلى الله عليه وسلم، ليس تعصبا للمصريين، وإنما هى حقيقة بارزة عبر التاريخ، فالمصريون كل فرد فيهم يحتفل بالمولد لا يدخل على أسرته، أو بيته إلا وفى يده حلوى المولد، وهى اختراع مصرى قديم يجعل كل طفل، وكل إنسان يدرك معنى السعادة فى الاحتفال برمزية الحلوي، كما أن المصريين أكثر من كتبوا شعرا، وأدبا، وتحليلا، وحبا، وغنوا للمولد النبوى الشريف، فشوقى خلّد السيرة النبوية (ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وثناء)، و(يا خير من جاء الوجود تحية.. من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا).
لقد شدنى احتفال الدولة بالمولد النبوى الشريف هذا العام، فقد كان احتفالا أنيقا، ومؤثرا جدا، وقد نظمته وزارة الأوقاف، وحضره السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى ألقى كلمة موجزة، ودقيقة، طمأن فيها المصريين على كل ما يدور حولهم، وما يحاك ضدهم، وأن «الدولة يقظة»، كما طمأنهم كذلك على مستقبلهم، ونحن جميعا نشعر بذلك، لأن عقل السيد الرئيس (السياسي، والإستراتيجي) يحوطنا، ويدير الدفة بميزان حساس، ودقيق، ووعى يجعل الجميع، بل العالم كذلك، سيدرك، ليس الآن فقط ولكن فى المستقبل كذلك، كيف أنقذنا فى مواجهة المتشددين، والمتطرفين عندما تسلطوا علينا، كما وقف سيادته أمام تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير أهلها، فكان بسياساته، وحكمته سدا منيعا لحماية الفلسطينيين، وسوف يكتب التاريخ لكل أفكاره، وخطواته، بإذن الله، الانتصار، لأن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمين مع نفسه، ومع مستقبلنا، ومع القضية الفلسطينية، وكافة القضايا العربية، والإسلامية، والإفريقية.
إن أكثر ما شدنى فى كلمة السيد الرئيس هو ما نصبوه للمستقبل ببناء دولة قوية تستند على «القيم المحمدية»، وهى كلمة جامعة لكل الأديان، لأن القيم مشتركة، فهى تعترف بالقيم التى تمثلها الأديان السماوية الثلاثة، وأخيرا، لقد كان احتفال المصريين مبهرا هذا العام بعد مرور 1500عام على ميلاد رسولنا، وحبيبنا محمد- صلى الله عليه وسلم، والمئوية الجديدة ترجمها الشيخان (الطيب- شيخ الأزهر، والأزهري- وزير الأوقاف) بوضوح وجلاء هز الحاضرين، فكل عام، وكل العالم، والمصريين، والعرب، والمسلمين بخير، وحب، وسلام، ونبذ للحروب، والعنف، والتعصب، والإرهاب.
