2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ترامب .. ومأزق النصر والسلام الشامل!

الثلاثاء 10 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50674
لم أكن أتصور أن يقع رئيس أكبر دولة فى العالم تملك العقول، ومراكز الأبحاث العريقة، والعريضة- فريسة لمقولة خاطئة أنه (يستطيع أن يحل المشكلة فى غزة وأوكرانيا بالتليفون، وأنه يملك الرؤية الكاملة، وأن حرب أوكرانيا ما هى إلا حرب بايدن وليس لأمريكا ناقة ولا جمل فيها)، ولذلك تعامل باستخفاف مع الرئيس الأوكرانى فى بداية حكمه، وأرسل مبعوثه للشرق الأوسط إلى نيتانياهو، ووقع فريسة لاتجاهات اليمين الإسرائيلى، ورؤية نيتانياهو أنه (فى طريقه إلى النصر الشامل، وإنهاء حماس إلى الأبد، وتحويل غزة كما يريد أو يرغب اليمين الإسرائيلى، أو الرئيس الأمريكى)، وأقنع الرئيس ترامب بأن يسير معه فى هذا الاتجاه (النصر الشامل) هذا الذى أدى إلى تدمير غزة، وتجويع أهلها، واستمرار الحرب. لقد أصبحت الحرب آلة لصنع الكراهية، وتعميقها فى الشرق الأوسط بين الديانات، بل بين الطوائف، والانقسامات تتزايد، والمخاوف تنتقل إلى المراحل القصوى، حتى إن إسرائيل يجب أن تخشى، فهى تتحول إلى دولة بشعة يخشى اليهود فى العالم الانتساب إليها، لأن الجنود والجيش الذى يبيد المدن، والمستشفيات، والمدارس، ويقتل الأطفال، والصحفيين- خرج من الغدر الإنسانى ودخل إلى العصر الهمجى، وإسرائيل لن تهرب من «الدولة المنبوذة» التى يضعها العالم، والأجيال الجديدة، أو القادمة، فى سردية «الدولة المجرمة»، وأصبحت القضية الفلسطينية فى ضمير العالم القادم رمزا للعدالة، والحق، ونُصرة المظلومين والمضطهدين فى هذا العالم. وأخيرا، والمهم أن رئيس أكبر دولة فى العالم (أمريكا) وقع فريسة لأوهام نيتانياهو بـ«النصر الشامل»، فأوقع إسرائيل وأمريكا أمام أكبر جريمة يمكن أن يكتبها التاريخ الإنسانى، ويسطرها للأجيال القادمة، أما أزمة أوكرانيا وتبعاتها فإن السلام الشامل الذى أبداه بوتين أقنع ترامب باستمرار الحرب فى أوروبا، وهكذا وقع الرئيس الأمريكى، الذى لطالما اتهم بايدن بأنه «الرئيس الفاشل»، فريسة لأوهام نيتانياهو بالنصر الشامل، كما أقنعه بالسلام الشامل، وهكذا لم يبق للرئيس الحالم أية آمال فى تحقيق السلام، والحصول على جوائزه، أو نوبل الحالم بها، وحتى يحصل على جائزة السلام يجب أن يكون عمليا، وحاسما، وليس واهما يتسلط عليه الآخرون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى