2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

بداية جديدة!

الخميس 24 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50718
أعتقد أن ما حدث فى شرم الشيخ من تجمع العالم حول القضية الفلسطينية، ومنع الحرب فى غزة قد فتح مجالات جديدة لكل دول المنطقة عليها انتهازها، أهمها أن الفلسطينيين يجب ألا يتأخروا عن إعلان وحدتهم من جديد، مع تقوية منظمة التحرير، وأن تساعدهم كل دول العالم فى هذا الهدف، خاصة الدول العربية.

ولعل نجاح مصر فى تنظيم هذا الحدث هو توثيق دول العالم رقابتها على وقف إطلاق النار، وتلك خطوة ممتازة، كما أن مؤتمر إعادة الإعمار والتعافى المبكر ضرورى، لأنه سوف يضمن بقاء سكان قطاع غزة، ولعلنا نشير إلى أن حماس عليها واجبات خطيرة لحماية الوحدة الفلسطينية، ولعلنا لا نبالغ كثيرا فى الحديث عن سرعة انتشارها فى القطاع. أعتقد أن الحسم فى هذه القضايا الصعبة، والشائكة، لخلق الوئام والوحدة بين أهل غزة فى المرحلة الانتقالية الراهنة والدقيقة- أهم من أى تصفية صغيرة للحسابات، فكفى ما تعرض له أهالى غزة من انتهاكات، وإبادة إسرائيلية مروعة، كما أن القطاع يحتاج لمدة عامين بلا هوادة إلى السياسات الحكيمة، ويجب على حماس تجميع الفلسطينيين والعشائر، وعلى الدول العربية إعادة تنشيط الدور الأوروبى، خاصة بعد موجة الغضب، والانتقادات داخل أوروبا تجاه إسرائيل على خلفية العمليات العسكرية فى قطاع غزة، والإبادة غير المسبوقة التى خلفتها الحرب.

وأخيرا، يجب أن نؤكد كلام الرئيس عبدالفتاح السيسى أن السلام لم يعد خيارا مؤجلا، وما طرحه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى وصف الاتفاق بأنه يوم تاريخى، وبداية جديدة للشرق الأوسط، وما طرحه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بضرورة تفعيل حل الدولتين، وعودة المسار السياسى تحت مظلة الأمم المتحدة، وما طلبه أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، ضمان مراقبة دولية صارمة لتنفيذ بنود الاتفاق، ومنع أى خروقات لوقف النار، وأن يشارك الجميع فى إعادة الإعمار، ونشعر بالارتياح لعودة إشراف الاتحاد الأوروبى على معبر رفح بعد توقفه فى عام 2007 إثر سيطرة حماس على القطاع، كما نشعر بأن المهمة ستكون صعبة، وطويلة، لكن نجاحها مرهون بتنفيذ جميع الأطراف التزاماتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى