مصر والإمارات نموذجا..!

الثلاثاء 22 من ربيع الأول 1444 هــ
العدد 49624
تُقام فى القاهرة الأسبوع المقبل احتفالية بمناسبة مرور ٥٠ عاما على العلاقات بين مصر والإمارات، تلك العلاقات التى تحتل مكانة خاصة فى وجدان الشعب المصرى، وهنا تجدر الإشادة بالحكومتين المصرية، والإماراتية اللتين فكرتا فى إطلاق هذا الحدث المميز، والكبير، لما يحمله من معانٍ حقيقية، ومحبة تسود بين الشعبين الشقيقين، وتجسيده يمثل نموذجا أمام الرأى العام المصرى، والإماراتى، بل أمام الرأى العام العربى، والعالمى.
هناك علاقة مميزة، تستطيع أن تلتقطها فى الشارع، بين المصريين والإماراتيين، وإذا رجعنا إلى مركزها، ونقطة انطلاقها، فإننا لا نستطيع أن ننسى المؤسس لها، أو علاقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (مؤسس دولة الإمارات، وصانع وحدتها) بالشعب المصرى، فهو زعيم عربى، وعالمى متفرد فى شخصيته، وعروبته.
كان الشيخ زايد أول المبادرين بالمشاركة، والبناء فى مصر، وكان حبه باعثا على سفر المصريين للعمل فى الإمارات، كما كان محفزا لرجال الأعمال الإماراتيين أن يكونوا فى مصر، وفى كل مشروعاتها (يد الشيخ زايد موجودة، وممتدة فى كل ربوع مصر)، ومجالاتها الاقتصادية، والاجتماعية، والخيرية، وتجذرت هذه المعانى، وأصبحت أكثر عمقا، ومؤسسية مع أبنائه، فكان الشيخ محمد بن زايد وأشقاؤه مبادرين، وأقوياء فى بناء علاقات مصرية – إماراتية نادرة تصدت لكل قوى الظلام التى أرادت أن تهزم البلدين، والمنطقة معا، وسوف يقف التاريخ يحكى كيف وقفت الإمارات مع مصر لكى تسترد استقرارها، وتبنى مؤسساتها، وجمهوريتها الجديدة، وقد امتدت العلاقات إلى كل الإمارات السبع، حيث إن كلا منها لها علامة مميزة، خاصة دبى، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فقد أقمنا أهم الصروح الاقتصادية التى يُشار لها بالبنان نموذجا للعمل المشترك.. وهكذا مع الشارقة (مؤسسات ثقافية، وأيدٍ ممتدة إلى المتاحف، ودور الكتب، والمكتبات). كما لا ننسى أن العلاقات الخاصة، والقوية بين مصر والإمارات، وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد – كانت شبكة الإنقاذ للمنطقة العربية من الوقوع فى أيدى قوى الشر، والإرهاب التى انتشرت بعد ما عرف بـثورات الربيع العربى.
