تعافى وسلامة لبنان

السبت 7 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50671
تابعت الزيارة الأولى لنواف سلام، رئيس وزراء لبنان الجديد، الأسبوع الماضى، إلى القاهرة، مثلما تابعت قرار حكومته الشجاع «حصر السلاح فى يد الحكومة اللبنانية»، والذى سيكون له تأثير كبير فى إنهاء الاحتلال، وعودة لبنان لسابق عهدنا به، وهو القرار الذى اتفقت عليه الحكومة ورئاسة لبنان، بل كل الطوائف والأحزاب اللبنانية، والذى أعتبره خطوة جادة لعودة الدولة اللبنانية، وجديتها فى التعمير والبناء، وإنهاء الحروب، بعد اختطاف القرار (الحرب والسلام) من جانب حزب واحد فى لبنان، سلاحه لم يكن لبنان بقدر ما كان لطرف خارجى، أو إقليمى، وكان مبررا أو ذريعة للتدخل الإسرائيلى فى لبنان باستمرار، وتهديد استقراره.
فى الحقيقة، يجب أن نشيد بالرئيس اللبنانى جوزيف عون، وشجاعته، وحكومة لبنان، وإصرارهم على عودة لبنان مستقلا فى قراره عن أى أطراف خارجية، ومواجهة إسرائيل، وفى خطواتهم الجادة لإعادة انتظام مؤسسات الدولة، وبسط سلطتها على كامل الأراضى اللبنانية، والانطلاق فى مسيرة التعافى الاقتصادى، وإعادة الإعمار، واشتقرار، وسلامة لبنان.
أعتقد أن حكومة لبنان أمامها فرصة كبيرة يجب انتهازها، لأنها لن تكون متاحة بعد ذلك على الإطلاق، ولكن يجب أن تقنع حزب الله بأن مصلحته هى مصلحة الدولة اللبنانية، وأن حكومة لبنان تحمى كل الطوائف، وقطعا من ضمنها الطائفة الشيعية، وأن عملية حماية دولة لبنان، ومقاومة العدو الإسرائيلى لا تكون مسئولية طائفة واحدة، ولكن المجتمع والدولة اللبنانية كاملة، وقد أثبتت التجربة أنه عندما تنقسم الدولة إلى حزب، وميليشيات، وجيش، وتنهار تستبيحها القوى الخارجية، بل تجدها ذريعة لاحتلالها، وفرض سيطرتها عليها، كما يحدث من إسرائيل.
وأخيرا، ما اتخذته حكومة نواف سلام من قرارات يهدف للحفاظ على وحدة لبنان، والمجتمع الدولى مهيأ بالكامل لمساعدة حكومة لبنان سياسيا، واقتصاديا، واستثماريا، بل قادر على فرض انسحاب الاحتلال الإسرائيلى من النقاط التى احتلها بالجنوب، والظروف مهيأة لذلك، وتحتاج إلى تعاون حزب الله، كما أجزم بأن العرب جميعا قطعا سيقفون مع لبنان حتى يتعافى اقتصاديا، وسياسيا، وأمنيا، وزيارة نواف سلام للقاهرة كانت خطوة كبيرة فى هذا المسار.
