2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

غزة.. ونوبل ترامب!

الأثنين 2 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50666
فى الأول من أكتوبر المقبل سنعرف الكثير عن جائزة نوبل للسلام هذا العام.. هل ستمر الحملة الدعائية العلنية التى يقوم بها زعماء العالم للرئيس (الأمريكى القوى) دونالد ترامب؟.. قطعا، بل نجزم أنها فى طريقها إليه، فهو راغب فيها، بل متحدٍ للجميع أنه صانع السلام القوى فى عالمنا الآن، وعلينا جميعا أن نقبل بما يقوله البيت الأبيض أن رئيسه لا يألو جهدا، ولا ينام من أجل سلام العالم.

إن الرجل يقول إنه أوقف الحروب التى أشعلت العالم من حولنا وكانت فى طريقها إلى حرب عالمية من الشرق الأوسط إلى إفريقيا إلى البلقان إلى جنوب وسط آسيا، فقد كان فى أرمينيا وأذربيجان، حيث أوقف الحرب، ودشن طريق السلام، وأوقف الحرب الإسرائيلية- الإيرانية بعد أن شارك فيها وضرب قواعد إيران النووية، وفى رواندا وجمهورية الكونغو توقفت الحرب، رغم أن هناك فرقا متطرفة مازالت تشعل تلك المنطقة، وصربيا وكوسوفو بعد حروبهما عادتا للسلام على يدىّ ترامب، كما صرح ترامب بأنه سيحل مشكلة تعنت إثيوبيا مع مصر فى حقوقها التاريخية فى مياه النيل ، كما كانت هناك حرب بين دولتين نوويتين (باكستان والهند) وتحرك ترامب وأوقفها فورا، كذلك هناك رغبة جارفة لدى ترامب فى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، حيث استضاف مؤخرا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى قمة بألاسكا، وكذلك قادة أوروبا، والرئيس الأوكرانى، وهناك محاولات لتجميع المتحاربين مع الرئيس ترامب فى قمة علنية للسلام. أخيرا، وبرغم ما سبق، فإننا فى الشرق الأوسط نشعر بالإحباط الكبير من الرئيس ترامب الذى لم يوقف حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة التى أصبحت مأساة إنسانية للبشرية كلها تحيطها بالخزى والعار، ولا أعتقد أن جائزة نوبل يمكن أن تمر على الرئيس الأمريكى بسلام وأهالى غزة فى حالة مميتة وقاتلة للبشرية كلها، والتجويع الإسرائيلى بالرعاية الأمريكية، بل الموافقة، حيث ترك الرئيس ترامب حكومة نيتانياهو المتطرفة تفعل ما تشاء بكل جبروت العسكرية الإسرائيلية والأمريكية معا فى المدنيين والأطفال الأبرياء فى غزة، حيث قتلت الحرب خلال عامين ما يربو على 70 ألفا، ودمرت المدينة على رءوس أهلها، وأصابت الجميع بالأمراض، والأوبئة، وجعلت حياة 2٫5 مليون غزى مأساة حقيقية، بل مستحيلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى