الأستاذ جليل البندارى

الخميس 18 من رجب 1444 هــ
العدد 49738
فى ندوة ثقافية دعتنى إليها زميلتى الصحفية أهداف البندارى، ابنة الأهرام ذات التاريخ المميز فى عالم التحقيقات الصحفية، لكى أحضر مناقشة كتابين فى غاية الإبداع الفنى، والثقافى، والجودة، لوالدها الكاتب الراحل، والصحفى البارز فى تاريخ مهنتنا (الصحافة)، وفى الوقت نفسه يعد علامة كبيرة فى تاريخ الفن المصرى (١٩١٦- ١٩٦٨)، والذى رحل عن عالمنا عن ٥٢ عاما منذ أكثر من ٥٢ عاما كذلك، ولكن يظل فى ذاكرة الكتابة، والفن خالدا.
الكتابان ظهرا فى معرض الكتاب هذا العام، الأول عن حياة محمد عبدالوهاب وفنه الخالد، بعنوان عبدالوهاب طفل النساء المدلل، والثانى راقصات مصر مآسى صانعات البهجة، وهو من الكتب التى تكاد تندثر، رغم جمالها، وصدقها، وحلاوة الجملة التى كُتبت بها.
أما الكتاب الثانى، فقد بدأ بشفيقة القبطية، وبمبة كشر، وبديعة مصابنى، مرورا بحكمت فهمى، وتحية كاريوكا، وحتى كاميليا، وسامية جمال، ودولت سليمان.. وغيرهن ممن سقطت أسماؤهن، وأكثرهن لايزال فى مُخيِّلة الناس لا يسقط، ولا يتقادم، فهن عناوين الفن، والبهجة، وصناعة فنية، وثقافية تطورت فى بلدنا، ولم تخلب وجدان المصريين وحدهم، بل العالم العربى كله.
بداية هذه الوجبة الفنية، واللغة الصحفية الواعية، وراءها الصحفى المتميز، زميلنا وائل لطفى، الصحفى المتخصص فى روزاليوسف، ورئيس تحرير الدستور السابق.. يجب أن نرسل له التقدير، لأنه قَدًًمَ لتاريخنا الفنى، والثقافى تراثا خالدا يجب أن يعيش.
عندما تقرأ الكتابين تعرف مقدار، وقيمة الفن فى مصر، وتاريخه المبدع، وأن هناك فنانات، وفنانين، حملوا هذه الرسالة الخالدة، وأدوها بأمانة، وإبداع يعيش عبر العصور.
كتابات البندارى، كما وصفها وائل لطفى بحق فى مقدمة الكتابين، تشعرك بأنك أمام كاتب حر تماما، وصاحب لغة مشوقة، يكتب بحرية جارحة بدرجة ما، لكنها مريحة للمتلقى.
جليل البندارى لم يكن صحفيا فقط، فهو زجّال، وشاعر غنائى، وقد صفته أم كلثوم جليل الأدب، كما أن جليل البندارى هو من أطلق عليها اسم كوكب الشرق.
شكرا لمن فكر، ونقب، وأعاد كتابات جليل البندارى لكى نقتبس، ونتزود من رحيقها، وعبقها فى زمننا الراهن الذى نحن أحوج ما نكون فيه إلى جمل المبدعين، والفن الخالد.
