الأمم المتحدة.. أزمات بلا حلول!

الأثنين 10 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49966
لم توفر المناقشات التى جرت داخل الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام أى بارقة أمل فى إعادة بناء الثقة، وإحياء التضامن العالمى المنشود، وهو الشعار الذى رفعته هذا العام فى محاولة لإيقاظه بلا فائدة، حيث لم تعطِ الدول الكبرى الدول النامية، أو الناشئة، أى ثقة فى مستقبل العالم، بل تركتها للمديونيات المرتفعة (تجاوزت الديون٢٣٥ تريليون دولار لتتجاوز ٢٣٨ ٪ من الناتج المحلى)، فالتعاون العالمى دخل مرحلة الاستقطاب الحاد، وهى أقسى من الحرب الباردة التى سادت بعد الحرب العالمية الثانية حتى سقوط الاتحاد السوفيتى فى التسعينيات، وقد أعطت الطبيعة درسا لهذا العالم قد يفلح فى إيقاظه قبل مؤتمر البيئة والمناخ (كوب- ٢٨) المقبل الذى سيُعقد فى دولة الإمارات الشقيقة.
لقد كانت مدينة درنة الليبية بعد ثورة الفيضانات مخيفة، وهى أصدق صورة لهذا العالم الذى تتهدده الكوارث البيئية، وثورة البحار والمحيطات، فكانت ثورة المتوسط على ليبيا هى صورة العالم٢٠٢٣ فى نيويورك، وزعماؤه يتوافدون على المنصة للحديث، فهل العالم قادر على تلجيم كوارث المناخ؟.. وهل هو قادر على تلجيم الحروب؟.. وما تأثير الحرب الأوكرانية- الروسية، واحتشاد أمريكا والناتو خلف أوكرانيا، وتأجيج الصراع، وتأثيره على أزمات الوقود، والغذاء، والمجاعات التى تترقب صورة العالم بعدها؟.. أعتقد أن الصورة باهتة، لأن النظام الدولى ظهر بصورة حزينة شبيهة بحالته فى درنة وهى تواجه سدين، والناس الذين جرفتهم الفيضانات نحو البحر، كما انتظر الاقتصاديون أن تظهر الدول الكبرى نوعا من التعاون لمواجهة أزمات المديونية، والتعثر فى السداد التى تجتاح دول العالم الثالث بلا أمل ضئيل، لتظل كل الآليات لمعالجة الديون، والتعثر الاقتصادى عاجزة، وطوابير المتعثرين ستزداد من ١١ دولة هذا العام إلى ٥٤ دولة العام المقبل من دون أى آلية لانتشالها من هذا التعثر.
لقد ظهر النظام الدولى فى دورته الـ78 عاجزا عن كل شىء (المناخ، والحرب، والفقر، والغذاء)، والغريب والعجيب أنه ذهب يتحدث عن ممرات بحرية للتجارة بعيدة كل البعد عن الواقع، وترك أزمات العالم بلا حل، ودون أمل.
