2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ظلال «يونيو».. ومسار «أكتوبر»

الخميس 20 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49976
لقد استمرت الحرب المصرية (الاستنزاف) لرفض الهزيمة نحو 3 سنوات، وخلالها استهدفت غارات سلاح الجو الإسرائيلى المدنيين المصريين أملا فى إخضاع القيادة السياسية، مستخدمين فى ذلك طائرات الفانتوم، وأحدث أسلحة الغرب، وأمريكا، كما استعان المصريون بالسوفيت لتأمين العمق، وشهدت الحرب أيضا معارك محدودة بين إسرائيل وكل من الأردن، وسوريا، والفدائيين الفلسطينيين.

لكن مفاجأة مصرية حدثت فى ٧ أغسطس ١٩٧٠ مازالت من المفاجآت التى حيرت الإسرائيليين طويلا، ولم يفهموها حتى الآن، وهى قرار الرئيس جمال عبدالناصر والملك حسين قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار، وهى المبادرة التى لم تنجح، ولم تتوصل ما أعقبها من مساعٍ إلى تسوية سلمية لتعنت الإسرائيليين، وسادت حالة من اللاسلم، واللا حرب، وهى كلها مقدمات إلى الحرب التى نشبت بعدها بقيادة الرئيس السادات فى ٦ أكتوبر بعد 3 سنوات من توليه السلطة، ورحيل الرئيس ناصر، وهى الحرب التى كان هدفها إزالة آثار العدوان، ونجحت عسكريا، وسياسيا.

لقد كانت حالة اللا حرب واللا سلم سياسة إسرائيلية لجعل مصر قابعة فى سجن الهزيمة أطول مدة ممكنة، حيث كانوا يقولون إن مصر لن تخرج من هذه الحالة قبل أكثر من ٥٠ عاما قادمة، ولكن لم تمر ٦ سنوات حتى كانت مصر قادرة على تحطيم تلك السجون وليس العبور، وتحطيم خط بارليف فقط، وهذه هى قمة المفاجأة من الجيش المصري، وأسلوب قتاله المعجزة، مما جعل المصريين يجمعون ما بين الاستنزاف (حرب ما قبل التحرير، والتحرير)، ثم مبادرة السلام المصرية، لنكمل الصورة الرائعة لما حدث فى ٦ أكتوبر1973.

وأخيرا، فإن مصر لم تنتصر فقط فى الحرب منذ ٥٠ عاما، بل تحتفل الآن بعيدها الذهبي، كما فتحت لمنطقة الشرق الأوسط، والعالم كله، خاصة القضية الفلسطينية، فرصا جديدة للتحرك، والإقرار بالحقوق الفلسطينية، وعودة الأراضى المحتلة كلها، والتعايش الإقليمي، وهذا ما نسميه النصر الإستراتيجى الذى يتجاوز النصرين العسكري، والسياسى لمصر، والدول العربية، بل المنطقة كلها، وتأثير ذلك على المصالح الإقليمية، والعالمية.. وللحديث بقية مع نصر أكتوبر بعد ٥٠ عاما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى