مشروع ترامب.. له وعليه!

الخميس 10 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50704
أصبحت خطة ترامب لوقف الحرب فى غزة حقيقة بموافقة إسرائيل عليها، وبقى أن توافق عليها «حماس»، والأيام تجرى ولا تسعفها، والضحايا يتساقطون بمعدلات كبيرة يوميا.
أعتقد أن «حماس» عليها فى هذه الساعات الدقيقة أن ترنو السمع إلى أصوات أهالى غزة الذين يعانون الإبادة، والتجويع، وهدم بيوتهم منذ عامين وحتى الآن، وما يجب أن يكون واضحا أن القوتين ليستا متكافئتين، وأن فتح نيران العسكرية الإسرائيلية على أهل غزة بهذا التوحش يجب أن يتوقف، وبسرعة، إنقاذا للبقية المتبقية من غزة، وحماية لأهلها من الإبادة، والتهجير، وضياع حقوق الفلسطينيين كاملة، حيث أعلن ترامب فى 29 سبتمبر الماضى عن خطة من 20 نقطة تهدف إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وانسحاب إسرائيلى تدريجى، وإعادة إعمار غزة تحت إشراف دولى، وتنفيذ خُطة اقتصادية، واقتراح منح عفو لأعضاء «حماس» الذين يلتزمون بالتعايش السلمى، ونزع سلاحهم. إن الكلام يبدو منطقيا، وموجود أساسا فى الخطة المصرية، لكن خطة ترامب تقر بوجود هيئة دولية، والخطة التى ستعمل على إعادة الإعمار تعتمد على تمويل دولى، وأممى ضخم يتجاوز 80 مليار دولار لإزالة الركام (50 مليون طن)، وإعادة بناء بنية تحتية (مستشفيات ومدارس)، لكن الخطة تواجه تحديات كبيرة بسبب ما يمارسه اليمين المتطرف، والأهم أن عدم احتلال غزة، أو ضمها لإسرائيل، وعدم إجبار أهلها على مغادرتها، أى منع التهجير- يضرب الخطط الإسرائيلية إذا تم التطبيق بصورة واضحة بلا التفاف، كما أن «حماس» وسلاحها فعلا تم استنفاد تأثيرهما فى حرب الإبادة التى حدثت، وإعطاؤها فرصة لقيادة جديدة تعطى للقضية الفلسطينية فرصة أخرى للبقاء على الأرض أو قُبلة حياة، ولكن ما ينقص هذه الخطة أنها لم تغط للفلسطينيين أحلامهم بأفق سياسى كامل، حيث كان ينقصها الاعتراف بالدولة الفلسطينية المرتقبة بعد المرحلة الانتقالية، أى التجاوب مع المجتمع الدولى، والاعترافات العالمية بالقضية أو الدولة الفلسطينية، لكن يبقى السؤال: هل تتحقق نبوءة التاريخ التى ترجح أن تحقيق ما هو ضرورى غالبا ما يبدو مستحيلا إذ كلما اقترب السلام زادت شراسة القوة التى تسعى لإفشاله.
