الأستاذ إبراهيم نافع

الأحد 12 من رجب 1446 هــ
العدد 50441
فى مثل هذا اليوم من 91 عاما (1934) وُلد أهم صحفى اقتصادى فى تاريخ مصر، والذى علمنا الصحافة الاقتصادية، والأسبوعية، ثم اليومية، وكان صاحب، ومؤسس الصفحات الاقتصادية فى الصحف، والتى كان لها فضل تحرير اقتصاد مصر كلها، فقد بدأت فى «الأهرام»، وانتقلت إلى الصحف الأخرى بحكم التقليد، والمنافسة، وذلك بعد عودته فى بداية سبعينيات القرن الماضى من وظيفة مرموقة فى البنك الدولى بواشنطن علّمته كيف يخطط بالأساليب الاقتصادية الحديثة لإقامة المشروعات الناجحة، وفى الوقت نفسه كانت زاده، ووراء فكره المتطور، والعالمى عندما صعد إلى منصب رئيس التحرير فى عام 1979، ثم رئيسا لمجلس الإدارة والتحرير عام 1984، إلى منتصف عام 2005. لقد كُنت، ومازلتُ، أقول إن «الأهرام» فى عهد الأستاذ إبراهيم نافع لم تكن تصدر صحفا تُقرأ فقط، بل هى الصحيفة طابعة «البنكنوت»، وإذا عدنا إلى «الأهرام»، المؤسسة التى دخلت العام 150 من عمرها، فيجب أن نعترف بأن للأهرام 3 مؤسسين كبار (آل تقلا، التأسيس الأول بالإسكندرية، ثم الأستاذ هيكل الذى كان وراء انتشار الأهرام، ونفوذ الصحيفة فى الستينيات)، أما الأستاذ نافع فهو وراء تأسيس المؤسسة الكبيرة التى ازدهرت، ولم تعد صحيفة مشهورة فقط، بل صحف، ومجلات تغطى كل المجالات، وبها مراكز دراسات عصرية، وعالمية، بلغات أجنبية، وتطبع فى كل بلاد العالم، ومكاتب صحفية، وإعلامية منتشرة تنافس أرقى المؤسسات الإقليمية، والعالمية، فكان طبيعيا أن يثير حنق أعداء النجاح، ومنافسيه، بل يتربصون بتجربته الحية، ودفع الراحل ثمنها غاليا من صحته، وبجدارة، إلى أن رحل عن عالمنا فى مثل هذا الشهر (يناير) فى عام 2018. وأخيرا، فإننا إذا أردنا أن نستوعب تجربة، ومكانة الأستاذ نافع فى ميزان التاريخ، فيكفينا الإشارة إلى أن الأهرام استفادت بعده بأصولها المتنوعة التى كونها، رحمه الله، وحفظها الأهرام، ولعل أهمها «جامعة الأهرام الكندية» ذات السمعة المدوية محليا، وإقليميا، والإيرادات الكبيرة التى تغطى أى تدهور مر عليها، أما دوره المهنى، والصحفى، فيكفى الإشارة إلى النقابة بمبناها الفريد، وانتخابه 6 دورات، فهو أطول نقيب للصحفيين فى مصر، وكذلك إسقاطه قانون تقييد حرية الصحافة 93 لسنة 1995 وهو فى موقعه رئيسا للتحرير ومجلس الإدارة، رحمه الله، وجزاه خيرا عما قدمه لوطنه، ومؤسسته، ومهنته، وسامح كل من أساء إليه، أو قلل منه، فالتجربة بيِّنة، وفضل الله كبير.
