2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

معنى زيارة ترامب وزعماء أوروبا لمصر

الثلاثاء 22 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50716
انتهى اليوم المشحون، حيث حطت طائرة الرئيس الأمريكى فى شرم الشيخ، والتقى الرئيسان عبدالفتاح السيسى ودونالد ترامب لأول مرة بعد انتخابه فى ولايته الثانية، وهو مؤشر للتاريخ يعيد ترتيب المشهد الإقليمى فى الاتجاهات الصحيحة، وقد كانت زيارة بالغة الأهمية، تحمل فى مضمونها بقدر ما تحمل من ضمانات لتقوية، وتحميل أمريكا، وزعماء أوروبا مسئولية الحفاظ على اتفاق وقف الحرب ووقف إطلاق النيران، وإعادة غزة إلى الحياة، وإغاثة أهلها، وحملت أشياء أخرى لمستقبل الشرق الأوسط كله، منها إعادة الاعتراف بمركزية الدور المصرى فى المنطقة، بل وضعت العلاقات الحرجة فى منطقتنا على المسار الصحيح، وكذلك إعادة الاعتراف الأمريكى بقوة الزيارة، ليس لمصر كحليف تقليدى لها، بل من منظور جديد، أنه لا غنى عن قوة الدور المصرى، ومكانته إقليميا وعالميا، بل هى مفتاح أى جهود لعملية السلام..

أعتقد أن تحرك ترامب تجاه مصر يحمل دلالات أعمق تتجاوز العلاقات الثنائية، إلى هندسة الإقليم، وحدود قوة القوى الإقليمية الأخرى المتنافسة، حضر ترامب وكل زعماء أوروبا النافذين (إنجلترا، وفرنسا، وألمانيا) لأننا فى مصر نقطة ارتكاز لكل الشرق الأوسط كما كنا فى سنوات نهاية القرن العشرين وحتى الآن، وزيارة ترامب لمصر بعد زيارته لإسرائيل، التى كانت أقصر زيارة لرئيس أمريكى لإسرائيل على مدى عمرها، كانت تقول للقاهرة بوضوح إننا رغم تأييدنا لإسرائيل لن نسمح لمحاولات الهيمنة الإسرائيلية أو فرض واقع جديد هنا أو هناك، ولأن تجاوزات إسرائيل خلال حرب غزة فاقت أى منطق سياسى أو عسكرى، فقد تخطت كل الخطوط الحمراء- فإن أمريكا الشريك الكبير لإسرائيل، والشاهد الإستراتيجى، بل الراعى لاتفاقيات السلام المصرية- الإسرائيلية منذ السبعينيات وحتى الآن- كانت تشير إلى أن الاتجاهات الصحيحة لزاوية قراءة العلاقات المصرية- الأمريكية عادت بوصلتها إلى الرؤية الصحيحة والدقيقة. وأخيرا، حضور ترامب لمصر يعتبر إجابة مبدئية لمسئوليته عن استكمال تنفيذ هذا الاتفاق، وأن المشهد فى غزة والضفة الغربية مازال فى غاية التعقيد، وهناك مشكلات كثيرة تحتاج للتفسير، لكن المطلوب أن تستمر هذه الحالة، وهذه الفرحة للشعور بالسلام، وأن نستكمله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى