2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

كش ملك

الأربعاء 6 من ذي الحجة 1445 هــ
العدد 50227
ما يحدث فى إسرائيل داخليا له تأثير مباشر على ما يحدث فى غزة، وهذا ما يهمنا ونتابعه، فقد بدت القدرة الأمريكية على التأثير فى القرارات الإسرائيلية محدودة، خاصة فى الحرب والسلام، والدليل على ذلك وصول أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، إلى المنطقة، فى جولته الثامنة، لينقذ «مبادرة» رئيسه بايدن من «النسيان»، والانهيار، والتجاهل الإسرائيلى. لقد استبق بلينكن الرحلة بأنه أرسل إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يساعده، ويطالب إسرائيل، وحماس بوقف إطلاق النار، وقبول الهدنة، وأعتقد أن ذلك تفاعل مهم لمستقبل الحرب، وتوقفها، وإنقاذ غزة من هول المجازر الإسرائيلية، ووقف آلة الاحتلال العسكرية التى ارتفعت شهيتها جدا لسحق غزة، حيث ترى أنها أصبحت على مسار يصل بها إلى الأسرى، وقد استطاعت للمرة الثانية بعد طول انتظار (3 أشهر) إطلاق سراح 4 منهم، بعد المرة الأولى التى أطلقت خلالها سراح 2، مما جعل خيار الحرب المفتوحة، أو الطويلة، مطروحا أمام مجلس الحرب الإسرائيلى، انتظارا للانتخابات التى ستُجرى فى أمريكا، ومن أجل إطالة عمر نيتانياهو السياسى فى إسرائيل، ووسط كل تلك الأوراق المختلطة اختار الوزير بينى جانتس، ومعسكره الرسمى فى الحكومة الإسرائيليه، تقديم الاستقالة التى سبق أن هدد بها، وتصور المراقبون، ونيتانياهو، أنه غير قادر عليها، لكن الوزير المنافس لرئيس الحكومة اختار التوقيت الدقيق ليعقد الأمور محليا ودوليا أمام نيتانياهو، وبتعبير الشطرنج بينهما قال جانتس للملك المتوج، الذى يتلاعب بإسرائيل، ومنطقة الشرق الأوسط، ويحرج الرئيس بايدن، بل يتلاعب بالانتخابات الأمريكية، إنه «حقق إنجازا..كش ملك»!، ولم يكتفِ جانتس وعضوا فريقه الوزيران جادى آيزنكوت وهيلى تروبر بذلك، بل قدموا مذكرة اتهام لنيتانياهو صريحة أمام الرأى العام، والكنيست، والمجتمع الدولى بأن رئيس الوزراء يمنع اتخاذ قرارات إستراتيجية تتعلق بالحرب لاعتبارات سياسية، وبذلك سيكون نيتانياهو وحكومته وحدهم فى إدارة الحرب، وتخليص الأسرى، حيث فقد الغطاء الذى حماه كثيرا من الضغوط الدولية، والداخلية لوقف الحرب، والتى بالقطع لن تتوقف إن لم تتضاعف خلال المرحلة المقبلة. «كش» جانتس سوف تصل، بالقطع، ليس لموت الملك (نيتانياهو)، ولكن تقديمه للمحاكمة ليدفع ما عليه للداخل الإسرائيلى، والشعب الفلسطينى، والعالم قبل رحيله، وأصبح ليس بعيدا عن مستقبل هتلر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى