أسامة بن لادن..وضربة قطر!

الأحد 22 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50686
كانت جلسة مجلس الأمن حول ضرب إسرائيل لقطر نموذجا لالتقاط رسائل عديدة لشكل العالم الذى نعيش فيه، ودور المنظمات الدولية، حيث لم يكن ممكنا صدور قرار من الهيئة الدولية يدين إسرائيل مباشرة، فتمت إدانة العدوان بشكل غير مباشر، من دون الإشارة إلى المعتدي، لكى يفلت القرار من «الفيتو»، وهذا أضعف الإيمان، وحتى لا يغضب الخليج، وقطر تحديدا، والحفاظ على علاقتهم بأمريكا..يعترف بالجريمة ولكن! إن أبرز ما لفت النظر، بحدة، مندوب إسرائيل الذى كان جلده سميكا وهو يسمع العالم كله (بما فيه أمريكا، والغرب، والصين، وأوروبا) يدين بلاده، لأول مرة، ويتهمها بالعدوان، ولكن «التخريجة» التى وجدها مندوب دولة الاحتلال، والتى استند عليها، هو ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية من حربها فى أفغانستان، والعراق، ما بعد 11 سبتمبر 2011، حتى إنها اصطادت أسامة بن لادن فى باكستان، فى مطاردة كبيرة، بالقطع اشترك فيها الباكستانيون، وهو ما أغضب مندوب باكستان، لأن الأمريكان لم يكونوا وحدهم، ودور باكستان واضح، وهى التى تعيش فى ظل ما يحيط بأفغانستان، وغيرها، من منظمات إرهابية طويلة المدي، والأذرع، وأرادت إسرائيل أن تأخذ من ذريعة باكستان، واصطياد بن لادن هناك، تكئة لعدوانها على قطر، أى بالمثل، فمثلما فعلت أمريكا لاصطياد زعيم القاعدة تم اصطياد حماس، وقادتهم فى قطر، وبالقطع تناست أن قطر كانت منطقة متوسطة لإدارة الأزمات، وفتحت مكتبها، وأدارت حوارا معها قبل انسحاب أمريكا من أفغانستان، وإعادة تسليمها إلى طالبان، ولذلك فإن ما يحدث فى وسط آسيا قد لا يكون مبررا لتكراره فى الشرق الأوسط بالمثل، وقد يكون هذا ما وقعت فيه الدبلوماسية القطرية، بإيعاز من أمريكا، وإسرائيل، لإدارة الحوار مع حماس، وهذا ما استغلته بعد ذلك إسرائيل بضرب قطر .
وأخيرا، فإن فلسطين قضية تحرر وطنى أمامها فرصة كبري، بعد إعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدولة فلسطين، بقرارها التاريخى الجمعة 12سبتمبر2025, لذلك يجب أن يساعد الجميع فى تحقيقها، سواء كانوا عربا، أو شركاءنا فى الإقليم (الأتراك، والإيرانيين، والباكستانيين)، ويبقى أن مصر تظل ضميرا حيا، وقادرة على إدارة دفة هذا الصراع بكل قوة واقتدار فى مختلف مراحله.
