2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مؤتمر القاهرة خطوة لوقف الحرب بالسودان

الثلاثاء 3 من محرم 1446 هــ
العدد 50254
مازالت التساؤلات مُثارة حول مصير الحرب السودانية التى وصلت إلى نهايتها المنطقية، وأوجدت معادلة جديدة (إما الحوار بين المتحاربين والقوى السودانية، والاتفاق على وقف إطلاق النار، أو انهيار السودان كاملا)، وحتى لا يحدث هذا المصير المؤلم للسودان، فقد عُقد «مؤتمر القاهرة» مطلع الأسبوع الحالى، والذى ضم القوى السياسية، والمدنية، والمنظمات الدولية كلها، فى محاولة جادة لوقف الحرب التى دخلت عامها الثانى منذ 3 أشهر.

لقد كان واضحا فى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى أعضاء المؤتمر، وحديث السفير بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، فى أول عمل دبلوماسى له، والذى دعا إلى وقف فورى للحرب، مع الاستجابة الإقليمية، والعالمية للدواعى الإنسانية- أهمية الحل السياسى بمشاركة جميع الأطراف، دون إقصاء لأحد، مع وحدة القوات المسلحة، وسلامتها لحماية السودان، والحفاظ على سلامة مواطنيه، وقد ركز المتحدثون على الحوار بين الخصوم لإطفاء نار الحرب، ولعبت مصر (الدولة الراعية لهذا الحوار) جهدا فى تقريب وجهات النظر بين الكتلة الديمقراطية بغية الوصول إلى حد أدنى من التوافق لإيقاف الحرب، مع إدراك أن قرار وقف الحرب رغم أنه مباشرة بين الطرفين المتحاربين (الجيش والدعم السريع)، فإن الوصول إلى وحدة الرؤية بين القوى السياسية، والمدنية هو النقطة الأولى لوقف الحرب العبثية، والتى ليس فيها انتصار لأحد، بل تدمير لمستقبل السودان.

أعتقد أن مؤتمر القاهرة، بشهادة السودانيين أنفسهم، أسهم فى كسر الحاجز النفسى الذى حدث بعد اندلاع الحرب بين الكتلة الديمقراطية، وأن البيان الختامى، الذى لم يلبِ كل الرغبات لهذه القوى المتناحرة، به عدد من النقاط الايجابية، حيث أدان كل الانتهاكات دون تسمية المنتهك (المعلوم للأطراف)، كما خلا من أى عبارات إقصائية لأى من القوى السياسية حتى يلحق الجميع بهذا التطور الإيجابى، مدركين جميعا أننا أمام أسوأ الأزمات فى العالم، ولذلك فإن «مؤتمر القاهرة» لم يُخرج أزمة السودان من الجب فقط، بل طرحها كقضية تعادل حربىّ غزة وأوكرانيا، وتؤثر فى كل شمال إفريقيا، وتحتاج إلى تضافر إقليمى، وعالمى أكثر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى