قنابل الدخان والتصريحات الاستفزازية

الأحد 5 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50315
وصف أحمد أبوالغيط، أمين الجامعة العربية، تصريحات بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، ضد مصر، محاولا استفزازها، بأنها «قنابل دخان»، موضحا قوة الموقف المصرى الذى تأسس على رفض احتلال قطاع غزة، وفند أبوالغيط ادعاءات نيتانياهو، موضحا حجية، وقانونية الموقف المصرى، ووصف أمين عام الجامعة العربية هذه التصريحات بأنها مخاطرة لعرقلة جهود الوساطة التى تقودها مصر، وعقب هذه التصريحات المؤثرة لأبوالغيط كانت هناك هبّة إقليمية، وعربية، فى محاولة جادة لعدم تشتيت انتباه المجتمع الدولى عن سياسات التعنت الواضحة التى يتبعها نيتانياهو لإفشال الجهود العربية، والدولية التى تهدف إلى وقف إطلاق النار، وظهر تماما التضامن العربى فى مواجهة هذه التصريحات الاستفزازية، والدعم المطلق الذى تحظى به مصر فى مساعيها الرامية إلى إنهاء العدوان الغاشم على قطاع غزة، والأراضى الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار فى المنطقة، وعدم اتساع رقعة الحرب، والتصعيد الذى يستهدفه رئيس الوزراء الإسرائيلى . أعتقد أن هناك سياسة تُسمى «الهروب إلى الأمام»، وهى التى استدعاها نيتانياهو، والتى جعلته فى موضع التساؤلات من خصومه، ومؤيديه: إلى أين سيأخذ إسرائيل؟.. والى أين سيأخذ الشرق الأوسط؟، وقد حذروا من أنه غير معنى بوقف إطلاق النار إلا اذا سبقه انتصار، وأنه يكلف إسرائيل ما يفوق قدراتها، وأن معارضيه عجزوا عن إسقاطه، وأمريكا غير قادرة على تطويقه أو إخراجه أمام إصراره على البقاء فى محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود بين مصر وغزة، وهو ما يعنى تعمّده المغامرة بالسلام فى الداخل، ومع الجيران، ومن التضليل الذى يمارسه نيتانياهو زعمه أن المنطقة التى لا يريد أن يتركها تشكل أنبوب أكسجين لحركة حماس تستخدمه فى تهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة!. وأخيرا، فإن تصريحات نيتانياهو كشفته، ليس إقليميا فقط، بل إنه يواجه الامتعاض، والرفض المصرى، والأمريكى، والأوروبى على السواء، وإذا أضفنا الضغوطات فى الداخل الإسرائيلى فإن موقفه سيتحول تماما من سيىء إلى أسوأ، ومرة أخرى أكرر أن تصريحات نيتانياهو ليست إلا قنابل دخان غير مؤثرة، وتعبر عن الارتباك الذى يعيشه وحكومته المتطرفة.
