بعد 51 عاما.. لايزال هناك ما نقوله!

الأحد 3 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50343
هل هناك ما يمكن أن يُقال فى هذا اليوم (6 أكتوبر 1973) الخالد فى ضمائرنا، ولا يُنسى، ولا يضيع، ولا يسبقه شىء، بعد 51 عاما على هذا النصر الذى هز الدنيا، وأعاد لمصر أرضها، ولجيشها كرامته، واعتزازه بمكانته، وصحح معادلات كثيرة نجمت عن هزيمة يونيو 1967؟
أعتقد، وأومن، وسط هذا الواقع المحيط بنا (ليبيا، والسودان، وفلسطين، ولبنان، وسوريا، والعراق، واليمن) أننا قادرون على الفخر، والعزة بجيشنا العظيم الذى نجح ليس فقط فى الحفاظ على أمن، واستقرار البلاد، ولكن أيضا طور نفسه بشكل إستراتيجى، مسايرا أعظم جيوش العالم ليدخل بالعلم، والجهد، والأداء المتوازن قائمة «أفضل 10 جيوش على مستوى العالم»، وتحتل القوات البحرية المركز الخامس» عالميا باقتدار.»
إن الكثيرين الآن وُلدوا بعد 6 أكتوبر 1973 ولم يدركوا مرارة هزيمة يونيو 1967، ولم يشعروا، أو يجربوا، مهانة الاحتلال الصهيونى لشبه جزيرة سيناء، والجولان، والضفة، وغزة، والقدس، والتى بعضها، أو أكثرها، مازال تحت الاحتلال، ومع ذلك فإن الجيل الجديد بعضه مازال مفتونا بالغرب، أو يعيش واقعا مأزوما، وقد أصبحت الصورة الأكثر تعبيرا عن مأساة هذه الأمة هى قوارب المهاجرين المتجهة من السواحل العربية إلى أوروبا، أو النازحين فى فلسطين (غزة، والمخيمات)، والآن اللبنانيون، والسوريون الذين تركوا أوطانهم، لكن ما الرسالة التى يجب أن ننقلها للأجيال الجديدة ونحن نحكى لهم عن حرب أكتوبر؟..أعتقد نحتاج أن نقول لهم إن القوات المسلحة تمكنت من إعادة تنظيم نفسها بسرعة قياسية بعد الهزيمة المؤلمة فى يونيو 1967، بل بدأت حرب الاستنزاف بعد أيام قليلة من الهزيمة، وذلك لأن مصر لجأت إلى العمل، والعلم، وجذب الحاصلين على الشهادات الجامعية، واندمج الجميع فى فكرة واحدة هى «تحرير الأرض».. نحتاج أن نقول إنه حينما شهدنا تضامنا عربيا حققنا انتصارا مهما.. وأخيرا، ستبقى حرب أكتوبر واحدة من الذكريات المضيئة، والخالدة فى ذاكرة كل مصرى، وعربى، وقد أعاد المصريون بناء بلدهم، وتشكيل خريطة القوة فى العالم، وأصبح الانتصار نقطة تحول محفورة فى ذاكرة العدو قبل ذاكرتنا.
