ميرسك وقناة السويس.. مسار كوبنهاجن

الأثنين 7 من جمادي الآخرة 1446 هــ
العدد 50407
مسار كوبنهاجن لم يكن كله سياسة رغم أهميته فى الرحلة الرئاسية الأولى إلى الدنمارك، ملكة الشحن البحرى، ويكفى أن أهم شركة من عملاء قناة السويس هى شركة «ميرسك» العالمية التى تستحوذ على نصيب الأسد فى حركة الملاحة بالبحر الأحمر وقناة السويس، وقد تأثرت جدا حركتها بالحرب الدائرة فى المنطقة.
لقد كانت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الدنمارك فتحا اقتصاديا مهما أعاد التركيز على ملكة الحاويات عالميا لتعود، وبقوة، إلى قناة السويس، وفى مقدمتها شركة «ميرسك» الشريكة لمصر منذ 20 عاما، وهى نموذج للشركات الدنماركية التى نتطلع بعد الشراكة الاقتصادية أن تسلك مسار هذه الشركة، ولعل أول الاستثمارات كان عبر شركات الطاقة، خاصة الهيدروجينية، التى تعرفت على مصر جيدا فى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، ووجدت فيها شريكا مستقبليا كبيرا، والتى وصفها ملك الدنمارك (فريدريك العاشر) فى مؤتمر الأعمال المصرى – الدنماركى قائلا «إن الفرص التجارية والاستثمارية التى تتيحها مصر تتناسب مع الخبرات الدنماركية، مما يجعل تعاوننا اليوم أكثر من أى وقت مضى»، حيث تتيح مصر الفرصة الذهبية للاستثمار فى مجال الهيدروجين والتحول الأخضر (طاقة المستقبل)، كما أن إطلاق مجلس الأعمال المصرى – الدنماركى يعمق شراكاتنا التى تستفيد منها الأجيال القادمة.
أعتقد أن ما تتمتع به بلاد البحار هو النقل البحرى الضخم، والواسع، ونحن نملك بحرين (الأبيض والأحمر)، بالإضافة إلى تحويل نهر النيل للاستفادة منه فى النقل النهرى مع إفريقيا، ومن هنا فإن مدخل الدنمارك إلى إفريقيا والمنطقة العربية هو مصر، ومدخلنا إلى شمال أوروبا وأوروبا الجديدة هو «كوبنهاجن، أوسلو، دبلن»، كما أن هناك 3 مجالات جديدة ذات طابع عملى مع الدنماركيين هى ارتياد البحار، وطاقة الهيدروجين، والمشتقات الطبية المتقدمة، ويطلقون عليها علوم العصر القادم، بالإضافة إلى ما تملكه الدنمارك من مصافى الغاز والنفط التى تجذب لمصر استثمارات فائقة الجودة، وفى الأخير، فإن سياسة مصر الحكيمة جعلت أسواق ودول العالم تصبو إليها، والتعاون معها، وتستقبلها بكل احترام، وثقة فى المستقبل، وهو ما نلمسه يوميا فى العلاقات الدولية المختلفة.
