2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

البرغوثى وبن غفير.. الوزير مرتعدا أمام الأسير «1»

الأحد 23 من صفر 1447 هــ
العدد 50658
لم يكن ينقصنا من إسرائيل، بعد مذابح غزة الدامية، وإبادة المدنيين بها، وتدميرها، وقتل الأطفال، والنساء، والشيوخ، والمرضى، بل قتل البؤساء الباحثين عن الطعام عند «مؤسسة غزة»، المسماة «الإنسانية»! (بديل «الأونروا»)، وهى من أبادت المستشفيات، وجعلت مليونين ونصف المليون من البشر بلا طعام، وماء، ودواء- إلا بن غفير، وزيرها الأحمق، المجنون، حُثالة البشر، الذى تقدمه من خلاله صورتها الجديدة للعالم الآن، والذى اقتحم زنزانة القيادى الأسير فى السجون لديهم، وبين أيديهم، ولا حول ولا قوة له، منذ أكثر من عقدين، (مروان البرغوثى)، الأمر الذى يعكس جوهر إسرائيل الآن، ولكنه معبر عن عقلية اليمين الإسرائيلى، الذى فاق تطرفه، وتعنته كل ما عرفناه، وتجاوزه، وقد فقد عقلية الوزير (فارغ)، وهو يستأسد، أو يتنمر، على الأسير، لأن له صورة شعبية بين أهله، ورمزية بين العرب جميعا، والعالم.

تُرى ماذا كان فكر بن غفير عندما ارتكب هذه الجريمة البشعة، وسرب، أو نشر هذا الفيديو للعالم؟.. هل يقصد بذلك تهديدا بالقتل لأسير بين أيديه؟، وإذا كان الأمر كذلك، فأى جُرم هذا الذى نراه؟.. هل هكذا تفكر الدول؟، وأين تعلم، أو درس، بن غفير؟، وماذا تريد إسرائيل أن تقول للعالم بهذه البشاعة، والفجور؟.

أنا أعتقد أنها تريد أن تقول إن حكومتها عبارة عن مجموعة من المجرمين يجب أن يُقدموا إلى المحاكمات فورا، لأنهم استباحوا حرمة السجين، ولم يظهر البرغوثى أسيرا، ولكنه كان كبيرا، وعظيما فى عيوننا، وسيظل كذلك دائما وأبدا، صحيح أنه كان هزيلا، فهو فى سجون النازى الإسرائيلى الذى لا يقدم الطعام للأسرى، بل يقتلهم، ويهددهم منذ عامين، منذ أن اندلعت الحرب، حيث مات وقتل فى السجون الإسرائيلية ما يقرب من 100 أسير أمام العالم بلا محاكمة، أو حتى سؤال!!

وأخيرا، صورة البرغوثى فى مواجهة بن غفير لن تضيع من الضمير العربى، أو الإنسانى كله، وسنتعلم منها كيف نواجه إسرائيل اليوم، وغدا، وبعد غد؟.. كيف نصيبها بمزيد من الخيبة، والعار، بل الخوف..

وغدا نكمل الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى