2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

متى تسقى بريطانيا الدواء المر لأمريكا؟!

الأربعاء 2 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50696
نحن أمام تطور فلسطينى يجب عدم التقليل من شأنه على الإطلاق، رغم رمزيته (عملياتيا)، حتى يمكن الاستفادة به كاملا، ويحقق طموحاتنا من الأحداث الاستثنائية التى تمر بنا، والتى جعلت فرنسا ترأس مع دولة عربية (السعودية) مؤتمرات بدأت فى نيويورك وتُستكمل فى مقر الأمم المتحدة لـ«حل الدولتين»، كما أن بريطانيا- كير ستارمر (العمالية) تضرب وعدا إنجليزيا جديدا يقارب، ولا يقل عن، «بلفور»، وتعترف بالدولة الفلسطينية، وحتى نكون واضحين بريطانيا مازالت، وستظل، العقل السياسى للدول العظمى مثل الولايات المتحدة، بل يصفها القريبون من هذا الشأن بأنها مازالت قادرة على أن تسقى الأمريكيين الدواء المر ولو بالملعقة نقطة نقطة، كما أنها عقل كندا، وأستراليا، والكومنولث، ورغم الظروف الصعبة التى مرت (عامين من الإبادة للشعب والقضية الفلسطينية فى غزة والضفة) فإنها بدأت رحلة جديدة بعد 78 عاما فاصلة فى تاريخ فلسطين منذ إعلان التقسيم لدولتين عربية ويهودية عام 1947 . أعتقد أن الاعترافات الغربية التى تتوالى بإقامة دولة فلسطينية تعتبر نقطة تحول أطلق عليها المراقبون «تسونامى الاعتراف»، حيث إسرائيل مرتبكة إلى حد كبير وهى تجد نفسها أمام موجة غير مسبوقة من الاعترافات الغربية، وأى إجراء سوف تتخذه سيعزلها أكثر، وإذا قامت بضم أراضى الضفة الغربية فستجد أن الاتفاقيات التى وقعتها عربيا المعروفة بالإبراهيمية تواجهها تهديدات جدية بالخطر، وإذا قُطعت العلاقات الدبلوماسية، أو أُغلقت القنصليات الغربية فسنجدها فى عزلة دبلوماسية لا تطيقها ولا تقدر عليها، وإذا لجأت، كما لوح بن غفير وسموتريتش- إلى مصادرة ممتلكات فرنسية، فهى تقوم بذلك بتصعيد خطير يمس الإرث الثقافى، والدينى، والغربى، أى تهز البنية التحتية فى علاقاتها مع الغرب الحليف القوى معها. ببساطة، الفلسطينيون قادمون، ودولتهم فى الطريق لتصبح جوهرة الشرق الأوسط، والرهان يجب أن يكون على الفلسطينيين أنفسهم الذين يملكون هذا الوعى الكبير بالمتغيرات، وأن يسارعوا، وهم قادرون، إلى لجم كل التيارات الرامية لانقسامهم أو تشتيتهم، وأن يتوحدوا كاملا تحت كلمة واحدة، ويقدموا للرأى العام العالمى، والمنطقة، الجديد المتغير، القادر على لجم عدوان الاحتلال الإسرائيلى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى