2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

تحية للمصريين بالخارج

الأثنين 19 من جمادي الأولى 1447 هــ
العدد 50743
منذ فترة أريد أن أنتهز فرصة لتحية المصريين بالخارج، خاصة أن تحويلاتهم لاقتصاد بلدهم بلغت أرقاما قياسية فى فترة الحرب الصعبة (حرب غزة)، فقد كانوا هم الأكثر ولاء واحتراما لاقتصاد بلدهم، وعندما اهتزت موارد قناة السويس للاضطرابات فى البحر الأحمر كانوا فى المقدمة لجعل تحويلاتهم جسرا لقوة الاقتصاد المصرى، وعندما شاهدتهم كذلك وهم ينتظمون فى طوابير أمام سفاراتنا بالخارج للمشاركة، سواء فى الانتخابات البرلمانية الجارية الآن أو قبلها فى انتخابات مجلس الشيوخ، وجدت أنهم يصنعون ملحمة خاصة لربط أسرهم بما يحدث فى مصر من تطورات، وأعتبر هذا التحرك السياسى من جانبهم دعما للبرامج السياسية والإصلاحية، وتأييدا منهم لما يحدث فى مصر. أعتقد أن صورة المصريين بالخارج أمام سفاراتنا وقنصلياتنا فى الدول العربية، وفى أوروبا وأمريكا، هى رسالة وطنية منهم إلى بلدهم أنهم يثقون بما يحدث، بل يدعمونه، لذا هم يشاركون بفاعلية فى مشهد عكس عمق الانتماء، ووعى المصريين بالخارج بأهمية دورهم فى استكمال مسيرة بناء الدولة، كما أنها رسالة إلى الدول التى يعملون بها تشير إلى اهتمامهم بأحداث وطنهم، وثقتهم فى حكومتهم ودولتهم، فتحية لهم، وتقديرا لسفاراتنا وقنصلياتنا التى تحملت هذا العبء والقدرة على التواصل مع أبنائنا، وانتهاز هذه الفرصة لإقامة علاقات تعاون بين الجاليات بالخارج وسفاراتنا وقنصلياتنا. وأخيرا، لا يفوتنى فى هذا المقام أن أشير إلى أن ثقة المصريين بالخارج باقتصادهم كانت وراء النمو المطرد فى صافى احتياطاتنا الدولية بالنقد الأجنبى، فقد سجلت تحويلاتهم العام الماضى نموا 66.2% بلغ 36.2 مليار دولار، وهذا العام تشير التقديرات الأولى إلى نسب نمو مستمرة ستزيد بمعدل يقترب من 50% لتعود تحويلات المصريين بالخارج لتصبح المصدر الأول لمصر من العملة الأجنبية، متفوقة على قناة السويس والسياحة والاستثمار الأجنبى المباشر، وتسجل معدلا شهريا 3.5 مليار دولار، ويرجع ذلك للتسهيلات التى يقدمها البنك المركزى والسفارات التى وصلت إلى فتح حسابات بنكية فى بنوكنا داخل السفارات والقنصليات، والمساعدة فى التمويل اللحظى، واستخدام التطوير الرقمى والبرامج المميزة فى مجال استيراد السيارات، والإسكان، والأراضى الزراعية، وتشجيع الاستثمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى