النبيل المصرى المظلوم! «1»

الثلاثاء 15 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50709
كتبت منذ أعوام، عقب نشر شبكة «نتفليكس»، فى 2018، فيلما عن أشرف مروان (1944 – 2007) (الملاك الذى أنقذ إسرائيل)، شارحا ما غمض عنه، وأبعاد شخصيته، وما خفى عنا، وأدواره المركبة، والتاريخية، التى لعبها فى خدمة بلاده بعمق، وأمانة سوف يسجلها تاريخنا، بالقطع، ولن ينساها. لقد كان من الصعب فهم أدوار أشرف مروان الوطنية فى حينها، ومازال يكتنفها الكثير من غياب تفصيلات، والكشف عن كل أبعادها، لتعقدها، وارتباطها بالأمن القومى، وأبعادها المختلفة، وأهمها إدارة الرئيس السادات بنفسه خطة الخداع المصرية قبل حرب 1973، والتى كان فيها الرئيس يتحرك بمعلومات دقيقة، لدرجة أنهم كتبوا بعد ذلك أنه كان له مقعد وسط كراسى الموساد تنتقل له المعلومات بكل أبعادها، وبدقة، ولم يكتفِ السادات، فى حرب المخابرات، بمعرفة ما يدور حوله فى كل مكان فى الشرق الأوسط، كأنه يسمع ويرى، وأهمه، بالقطع، ما يحدث فى إسرائيل، فقد كان يسمع ويرى ما يُخطط، ويعرف، بل كان يتحكم فى المعلومات التى تصل عنا لإسرائيل نفسها، وعن عمليته العسكرية المرتقبة، لدرجة أنه أنساها أن هناك حربا، وعندما أرادوا أن يعرفوا كان رجله أشرف مروان هو من يتحكم فى ذلك حتى تحين لحظة المباغتة، وإعطاء كامل المفاجأة، لتعبر مصر بقواتها البرية، وضربتها الجوية قبل أن تفوق إسرائيل، وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقد أفلتت منهم اللحظة الفارقة. لقد كتبت، وقتها، أتساءل: متى تحين لحظة أن يعرف المصريون ما يفعله مروان بدقة، وأن تقوم مصر بنشره وثائقيا، أو حتى فى فيلم شبيه بمسلسل «رأفت الهجان»؟، وقد كان أشرف مروان، للأمانة، لا يقل عن هذه الشخصية براعة وتفوقا، لأنه كان يتعامل مباشرة مع القادة، وعتاة العملية المخابراتية، وكان ما يجعلنى على ثقة من أدوار أشرف مروان أننى استمعت مباشرة للرئيس مبارك، رحمه الله، فى حديثه عنه..
وغدا نكمل الحديث
