2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

فرنسا وإنجلترا.. وما بعدهما!

السبت 5 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50699
حانت لحظة الحقيقة لفلسطين، ويجب أن ينتهزها الجميع بلا تردد، أو ارتكاب أخطاء قاتلة فى اللحظة الفاصلة، حيث يجب أن نخاطب الرأى العام العربى، خاصة الفلسطينى، بكل صراحة، وشجاعة، كذلك يجب عدم إخفاء الحقائق عن الشعب الفلسطينى، لأن غياب الحقيقة، وعدم القدرة على مخاطبة الشارع العربى كان يصب دائما فى مصلحة إسرائيل، ويجعل الشعب الفلسطينى عبئا على قضيته.

أعتقد أن الصراحة تستوجب أن نقولها بكل قوة، وبكل الأساليب، للأشقاء، إن أمامنا فرصة تاريخية يجب أن ننتهزها، لكيلا تضيع هذه المرة مثل سابقتها حتى أصبح يُطلق عليها «قضية الفرص الضائعة»، وإن ما حدث جيد، وتاريخى شارك العرب كلهم فى وضعه، ولكن كان لنا شريكان قويان فى أوروبا: فرنسا التى تعاونت فى مؤتمر «حل الدولتين»، وإنجلترا التى اعترفت بدولة فلسطين فى 21 سبتمبر 2025، وتلك خطوة خطيرة وقوية، حيث كتب رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر أن «الوضع فى غزة يفطر قلوبنا مثلما يفطر قلوب جميع بلدان الشرق الأوسط»، ولذلك علينا أن نغير المسار، فالطريق الحالى لا يُفضى سوى إلى عنف أكبر، كما أن وقوف إنجلترا وفرنسا معنا، وكل أوروبا قطعا، سيغير أمريكا وإسرائيل معا، ويدفعهما للاعتراف والقبول بحق الفلسطينيين فى دولتهم، ولذلك شاهدنا لقاء ترامب مع زعماء عرب، وكان إيجابيا، وقدم مشروعا من عدة نقاط، وهذا تطور مذهل وسريع، فقد صارت فلسطين دولة معترفا بها من 159 دولة من أصل 193، فأمامنا فرصة ذهبية للغاية لجعل هذه الاعترافات حقائق على الأرض، حيث لا يستطيع الأمريكيون الفكاك من هذا الموقف المعقد، والإسرائيليون فى حالة ارتباك وسيقرون بعد ذلك.

وأخيرا، نحن فعلا على مرمى حجر من الدولة الفلسطينية، وإذا كان الأثر القانونى للاعتراف بفلسطين محدودا والمكسب السياسى كبيرا، فإن العرب إذا تعاونوا، واتحدوا معا، فمن الممكن أن يجعلوها حقيقة على الأرض، ويجب أن نقولها إن ما حدث ليس إلا ترجمة لكفاح الشعب الفلسطينى كله وليس فصيلا بعينه، ولذلك أقول لهم جميعا: تذكروا دماء الشهداء، والضحايا، والأطفال، واتحدوا من أجل هدف غالٍ للعرب والعالم هو «قيام فلسطين كدولة مستقلة».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى