2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

«ساندرز».. رسالة تقدير!

الثلاثاء 1 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50695
كثيرا ما اعتبر السيناتور الأمريكى بيرنى ساندرز نفسه يهوديا فقط نظرا لخلفيته الثقافية، إذ يصرح بأنه شخص دائما ما يظهر إعجابه بالبابا فرنسيس، ويشعر بأنه «قريب جدا من تعاليمه» التى يعتبرها «ذكية وشُجاعة». فى مقابلة سابقة مع تليفزيون «إن بى سى»، ردا على سؤال طُرح عليه حول رؤيته لنفسه قال: «أنا هو ما أنا، لست متدينا لكننى روحانى.. روحانيتى هى أننا كلنا روحانيون، لكن لا يكفى هذا، يجب أن نكون أيضا روحانيين إنسانيين»، واللافت فيه هو تاريخه الحافل بالمواقف التى أعلن فيها دعمه للقضية الفلسطينية، واعتراضه على الحرب التى تخوضها إسرائيل، والمساعدات الأمريكية لها، حيث ينحدر ساندرز، الذى ولد فى حى بروكلين فى نيويورك، من عائلة يهودية هربت إلى الولايات المتحدة من بولندا قبيل الحرب العالمية الثانية، وبعد تخرّجه فى جامعة شيكاغو، توجّه ساندرز إلى إسرائيل، حيث عمل متطوّعًا فى أحد الكيبوتسات هناك، لكن لم يَطُل المقام طويلا بساندرز هناك، فقرر عام 1968 العيش فى قرية صغيرة نائية بولاية فيرمونت، حيث عمل نجارا، وكاتبا، ومخرجا سينمائيا، ومساعدا لطبيب نفسى، قبل أن يُنتخَب عام 1981 رئيسا لبلدية برلينجتون، أكبر مدن ولاية فيرمونت. فى الأسبوع الماضى كتب ساندرز على منصة «إكس» واصفا حكومة نيتانياهو بـ«الخارجة عن السيطرة تمامًا»، وفى تعليقه على الهجوم الإسرائيلى الذى استهدف قادة حماس فى الدوحة، قال: «لا يكتفون بتجويع الأطفال فى غزة، بل يقومون أيضا بقصف قطر، الشريك الأمنى للولايات المتحدة، منتهكين بذلك القانون الدولى»، والأكثر من ذلك أنه طالب قبل ذلك بأيام بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، وقال فى تدوينة على منصة «إكس» فى السادس من الشهر الحالى إنّ الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة بلغت حدًا يفوق الوصف»، لذا فليس من للغريب أن يُصنَّف ساندرز، برغم أنه يهودى عمل متطوعا فى كيبوتس بإسرائيل فى ستينيات القرن الماضى، فى خانة الساعين إلى إنقاذ إسرائيل من نيتانياهو، وقد ازدادت حدّة انتقاداته لإسرائيل منذ العدوان على غزة فى 7 أكتوبر، ولإدارة ترامب التى اتّهمها ساندرز مرارا بالتواطؤ، وطالبها بوقف تسليح إسرائيل، فكان، ولايزال، داعما للقضية الفلسطينية، ورافضا للحروب الكاذبة التى يخوضها الاحتلال الإسرائيلى على فلسطين، ولذلك يستحق منا كل تقدير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى