«الذهب الأحمر» الأسيوطى..!

الأربعاء 18 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50682
فى إطار المساعدة لإطلاق سردية وطنية جديدة للتنمية الاقتصادية يجب أن تكون هذه السردية إنتاجية تركز على الميزة النسبية لكل محافظة، بل كل مدينة، وقرية مصرية، وتعيد تأهيلها للأسواق المحلية، والعربية، والعالمية، وأن تعيد إبراز شكل المحافظة، أو المدينة، أو القرية الإنتاجى. أعتقد أن لكل قرية مصرية سمة إنتاجية بارزة من سمات الإنتاج، ما يؤهلها لتكون عنوانا للمحافظة، ودخول البنوك، والشركات، ورجال الأعمال لصياغة هذه السردية الإنتاجية، ومن دون الغوص فى كلمات اقتصادية كبيرة، نقدم فى بداية موسم جنى «الذهب الأحمر» (الرمان) رمان مركزىّ البدارى وساحل سليم فى أسيوط نموذجا، والذى أصبحت له سمعة تسبقه للأسواق فى كل أنحاء العالم، فهو من أشهر، وأجود أصناف الرمان فى العالم، وليس فى مصر فقط، وإذا نظرنا إلى خصائصه، فهو يتميز بالحلاوة العالية، وانخفاض نسبة الحموضة، مقارنة بأى أصناف أخرى، وهو سلعة ذات قشرة سميكة نسبيا، مما يجعله يتحمل النقل، والتخزين لفترات أطول، علاوة على قيمته الغذائية الغنية بالفيتامينات، ومضادات الأكسدة، والبوتاسيوم، ولذلك فإن أسواق العالم تنتظر الرمان الأسيوطى، والسوق المحلية متعطشة له، وأنا لا أبالغ عندما أقول إن هذا المحصول سلعة دولارية عالية القيمة، وإذا نظرنا بجدية فى خصائص كل قرية مصرية فسنجد أن بها سلعة مماثلة، ولكنها تحتاج إلى الرعاية، والمتابعة، كما يمكننا أن نقيم بها مصانع، وتعبئة، وتغليف، وتجهيز للرمان حسب صيغة كل بلد، فهناك أكثر من 40 بلدا تحتاج الرمان الأسيوطى، بل تبحث عنه، ولعلنا نشيد بفكرة إقامة مصنع لمركزات، وعصائر الرمان بأسيوط، فهذا المصنع سيحدث نقلة نوعية فى حياة مزارعى الرمان فى تلك المحافظة أفضل كثيرا من تصديره خاما. وأخيرا، فإن المنتجات المصنعة تعطى مزية إضافية للسلعة، وتضيف للاقتصاد الوطنى، فأن تهتم محافظة أسيوط بزراعة، وإنتاج، وتصدير الرمان، فإن ذلك سيؤدى إلى زيادة صادراتنا، ومواردنا النقدية الدولارية، وهكذا إذا فكرت الحكومة، والاقتصاديون كيف نزيد موارد القرى المصرية فإن شكل الإنتاج سيتغير فى مصر بالكامل، وتزداد المساحات، والموارد الاقتصادية، كما أن سرعة الانتهاء من تشييد المصانع ستوفر فى اقتصاد كل فرد من مزارعى هذه السلع الحيوية، والتصديرية.
