مشهد رحيل تراس!

الأحد 27 من ربيع الأول 1444 هــ
العدد 49629
كل من تابع المشهد البريطانى منذ صعود ليز تراس للسلطة فى داونينج ستريت، رغم الفترة القصيرة التى استغرقتها فترة حكمها، وصعودها لرئاسة الحكومة البريطانية، وحزب المحافظين- أصابه الكثير من الارتباك، والمفارقات الحادة التى جعلت منه مشهدا مثيرا للغاية لزعيمة مندفعة، وبمؤهلات متوسطة، وتريد أن تنافس أشهر امرأة فى تاريخ الحكم البريطانى (مارجريت ثاتشر)، وبالرغم من ذلك تدخل تراس موسوعة جينيس، فهى أقصر رئيسة وزراء خدمة فى تاريخ بريطانيا، وهى أكثر رئيسة وزراء فوضى فى سياساتها، واندفاعاتها التى وصلت إلى الشارع البريطانى كله، وأثرت فى حياة الناس منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وفوضاها وصلت إلى كل دول العالم فى هذا المدى القصير جدا.
ولعلنا فى مصر سوف نتذكر لها أنها فى الأسابيع الستة التى قضتها فى الحكم وصلت فوضاها إلينا، وتحديدا إلى قمة المناخ المقبلة التى تُعقد الشهر المقبل فى مدينة شرم الشيخ، حيث أرادت أن تؤثر على نجاحاتنا، وتخطيطنا لها، والتى نريدها قمة للتعاون العالمى، وحشد المجتمع الدولى وراء هدف سامٍ هو إنقاذ الكوكب من التلوث، وتقليل الانبعاثات الكربونية- وذلك عندما وجدت تراس الملك الجديد (تشارلز الثالث) يرغب فى المشاركة فى هذه القمة كأول عمل له فى عصره الجديد، وإلقاء كلمة به تحض على مشاركة العالم بقواه الكبرى، والمتوسطة، والصغرى فى إنقاذ كوكبنا مما ينتظره من سوء استخدام أثر على صحته، ومستقبله، حيث كانت أول نصيحة خاطئة منها للملك الجديد عدم الذهاب، ولا نعرف حتى الآن دوافعها الخفية، وكان يجب أن يكوِّن لها موقفا آخر مؤثرا للمساعدة فى إنجاح القمة، وزيادة بريقها الدولى، فقد تصور المراقبون أنها تريد أن تشارك ولا تريد مزاحمة زخم الملك، وبريقه الضخم فى القمة لها- فإذا بها ترسل مبعوثين، وتقول إنها لن تشارك، وعندما عرِفت بمشاركة الرئيس جو بايدن غيرت رأيها تماما، وقررت المشاركة.. ما هذا التردد، وتلك المخاوف التى لم نعهدها فى الحكم البريطانى منذ سنوات طويلة؟!.
