2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حوارات «أبوظبى» و«دافوس»!

السبت 28 من جمادي الآخرة 1444 هــ
العدد 49719
أعتقد أن القمة التشاورية التى جمعت زعماء مصر والأردن والإمارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر فى أبوظبى الأربعاء الماضى، والتى عُقدت تحت عنوان «الازدهار والاستقرار» ناقشت المشكلات التى تعانيها دول المنطقة، وفى الوقت نفسه عمقت المصالحات التى حدثت فى قمة «العلا» بالسعودية بين الأشقاء، وأكدت الروابط التاريخية الراسخة، والشراكات الاقتصادية والتنموية بين بلدانهم، وهذا يعنى أن المنطقة العربية تتحرك صوب الأزمات برؤية موحدة، وأن هناك رؤى ومناخا جديدا سيؤثر فى المستقبل القريب على مستقبل المنطقة، وكانت قد عُقدت قبل هذه القمة بساعات قمة فى القاهرة جمعت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وملك الأردن والرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، وأرسلت للعالم رسائل جديدة حول أهمية حل القضية الفلسطينية.

 لقد خطفت هاتان القمتان الاهتمام الإقليمى، والعالمى من حوارات ومناقشات «دافوس» السياسية والاقتصادية فى جبال «الألب» بسويسرا، حيث اجتمعت الشركات والقادة العالميون ليدرسوا الاقتصاد العالمى فى عصر ما بعد العولمة فى زمن الحرب الدائرة بأوروبا بين الروس والأوكرانيين.

ولعل الظاهرتين الوحيدتين اللتين لفتتا الانتباه فى «دافوس»، الأولى أن ألمانيا قد أوضحت أن التعاون الأوروبى من خلال «التخزين»  قد تلافى أزمة نقص الغاز الروسى فى هذا الشتاء، والظاهرة الثانية أن الصينيين أبدوا رغبة فى عودة التعاون مع أمريكا والأوروبيين لاجتياز تداعيات أزمة الحرب، والتخفيف من حدة الصراعات التى ظهرت بين أمريكا والصين حول تايوان.  لقد فشلت التجارة العالمية فى وضع حد لاستنزاف طاقة أوروبا، ولعلنا (لأول مرة) نستطيع أن نفتخر (مع الأوروبيين) بأن المشكلات التى نجمت ما بعد أحداث ٢٠١١ فى المنطقة العربية قد استطاعت حكمة القيادات العربية لملمتها، والحد من آثارها السلبية، ونحن نرى أن التعاون «القطرى- الإماراتى- السعودى» على هذا الصعيد واضح بتوفير فوائض مالية لتخفيف حدة الأزمات الاقتصادية فى عدد كبير من الدول العربية، وتشجيع الاستثمارات المشتركة بين دول المنطقة.

أعتقد أن الدول العربية بتضافر الجهود بينها، وتعاونها مجتمعة تستطيع أن تتجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة، ومستويات التضخم، ومشكلات سلاسل التوريد التى خلفت أزمات حادة حول العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى