مرحبا سوريا..!

السبت 24 من رمضان 1444 هــ
العدد 49803
أصبحت عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضورها القمة العربية المرتقبة نافذة، وتسير فى مسار إيجابى حقيقى، ولعلنا هنا نشيد، ونثمن «التجهيز العربى» الذى يصاحب هذا الحدث الكبير، والمتطور.
إن القمم العربية المتلاحقة، التى تمت فى شهر رمضان الكريم، عززت هذا البعد إلى حد كبير، وجعلت من الحضور العربى فى هذا الشأن بالغ الخطورة مؤثرا للغاية على المسرح الدولى، وخففت من حدة الأزمات القديمة، بل سهلت الانتقال إلى واقع جديد للمنطقة العربية، وظهور تطورات إقليمية مهمة تجعل من القمة العربية المقبلة فى الرياض تطورا كبيرا، ومميزا للغاية، وأخص هنا القمتين (المصرية – السعودية)، و(المصرية – الإماراتية)، اللتين كان لهما تأثيراتهما السياسية العميقة على بناء نظام عربى جديد، ومختلف يتكيف مع التطورات المتلاحقة على مختلف الأصعدة اقتصاديا وسياسيا، إقليميا أوعالميا، خاصة على الجانب السورى.
لقد زار وزير الخارجية السورى مصر والسعودية مؤخرا، وذلك قبل اجتماع دبلوماسى خليجى- مصرى- أردنى رفيع عُقد لهذا الهدف النبيل، والحيوى للحفاظ على المصالح العربية، بما فيها مصلحة سوريا وشعبها، ولأن سوريا رقم مهم، وحيوى للمنظومة العربية ككل، وما يتعرض له الشعب السورى منذ العقد الماضى، بعد ما عُرف «ثورة الشام»، ثم الحرب الأهلية، أو الطائفية التى ضربت هذا البلد، وأدت إلى تهجير نصف سكانه فى كل بقاع الأرض- لم يتعرض له شعب آخر، بل هو الأكثر إيلاما وصعوبة على كل الأصعدة، وكاد يؤدى إلى خلق أزمة عربية مزمنة لا حل لها، فإن البشائر والتطورات تشير إلى أن هناك ضوءا قويا فى النفق المظلم الذى دخلت فيه سوريا فيما بعد ٢٠١١ حتى الآن.
أعتقد أن دعم الدولة السورية من كل الأشقاء العرب فى القمة المقبلة، وما قبلها، يستطيع أن يضع حدا للتدخلات الخارجية، ويقلل إلى حد كبير من جميع صور الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية المتنوعة التى استغلت حالة الحرب، وغياب الدولة، وعدم دعم الأشقاء، ولهذا فإن سعادتنا بالغة جميعا بعودة سوريا للعرب، والعرب لسوريا، الأمر الذى يؤدى يرفع المعاناة عن الأشقاء السوريين، ويؤدى إلى استقرار المنطقة ككل.
