2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حادث حدودى..!

الأربعاء 18 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49856
الاستنفار الحاد الذى حدث مطلع الأسبوع الحالى على الحدود المصرية- الإسرائيلية لدى البعض (بعد تبادل إطلاق نار بين جنود فى أى نوع من المطاردات الإجرامية، والإرهابية، أيا كانت مسبباته، ستكشف عنها التحقيقات الجارية) – كان أكثر دويًا من الحادث نفسه، بل الأكثر اهتماما لدى الشارعين المصرى والإسرائيلى، وعلى مستوى وسائل الإعلام المحلية، والإقليمية، والدولية؛ لأسباب عديدة، بعضها تاريخى بين البلدين، حيث كان مسرحا للحروب على مدى عقود ( ١٩٤٨- نهاية الثمانينيات) ثم استقرت الأمور بـ«اتفاقية سلام» منذ نهاية الثمانينيات.

علاقات مصر وإسرائيل دخلت فى السنوات الأخيرة مجالات ثابتة، ومستقرة، أهمها أن مصر تلعب دورا رئيسيا فى وقف أى عمليات عسكرية، أو تؤثر على الحدود بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وأن مصر أصبحت على المستوى العالمى مرجعية فى هذا الإطار المهم، رغم استمرارها فى دعم حقوق الشعب الفلسطينى العادلة للوصول إلى دولته المستقرة، وهو نوع من الاستقامة السياسية، ووضوح الرؤية الإستراتيجية لدى كل الأطراف يندر وجوده فى عالمنا الآن.

هذا الحادث المؤسف كانت ردود أفعاله المصرية تتسم بالثبات، ووضوح الرؤية، وتبادل التعازى على مستويات كبيرة مع المسئولين الإسرائيليين، وكان إعلامنا على مستوى المسئولية، فنحن أمام علاقات جيدة، واستقرار أمنى، ولكن الحادثة الحدودية يجب أن تكشف للإسرائيليين أبعادا كثيرة قد تكون غائبة عنهم.. أنهم يجب أن يبعدوا الصراع السياسى، والعسكرى فى القضية الفلسطينية عن الشارع الإسرائيلى، وعن التطرف بكل أوجهه، لأنه ليس لعبة للسياسيين داخليا يستخدمونها فى الانتخابات متى شاءوا، وأن الانتقادات التى خرجت من إسرائيل فى هذا الحادث هى فوق طاقته، وتحمله أوجها عديدة، ولعل إسرائيل تدرك أن حماية حدودها ليس بالمناورات العسكرية فقط مهما تبلغ دقتها، أو تسليحها، ولكن بالتسليم بإقامة علاقات ودية، وتعاون مشترك مع كل الأطراف يفتح للشرق الأوسط آفاقا تتطلع إليها الشعوب، أولها حقوق الفلسطينيين فى دولتهم، وإنهاء الصراع على القدس بالتسليم بحقوق كل الأديان، وانتقال القدس الشرقية لأصحابها الفلسطينيين.. تلك هى روشتة لحالة الاستقرار، والأمن الدائم، فهل هناك عقول تقرأ بدقة المتغيرات الإقليمية، والعالمية، والتكيف معها؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى