2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

النيل وإفريقيا..!

الأثنين 23 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49861
النيل يجرى.. اكتب يا تاريخ عن مصر الحديثة، عن الجمهورية الجديدة.. أتحدث عن المصريين الجدد، المعاصرين الذين يعالجون مشكلاتهم القديمة والحديثة بروح جديدة، وخلّاقة.. شعب قديم، عظيم، لا يعالج القشور، أو البثور التى تظهر (السطحية) فقط، ولكن ينزل إلى الأعماق (الحلول بالعمق)، فأى عظمة هذه؟.. إنه المصرى، نعم أنا فخور به، يتعامل مع الأشقاء بلغة القوة، والمصالح.. مصر صاحبة الـ١٠٥ ملايين نسمة، والمليون كيلو متر مربع، معظمها صحراء، وشريط ضيق على نهر النيل فى الدلتا يتكدس فيه المصريون، يأكلون، ويشربون من النيل، لا يملكون مطرا، أو مددا آخر غيره، وجاءهم المهدد الجديد، جاءهم من دولة المنبع (إثيوبيا)، شقيقتهم، تهددهم بالمياه، ستقيم السدود.. النيل (العذب) يسمونه النهر الخائن، لأنه يتسرب من تحت أيديهم، ويذهب بقوة الخالق، وإرادة الطبيعة، منذ بدء الخليقة والإنسانية على وجه الأرض، ليشرب أهل مصر والسودان.

أيتها الشقيقة العزيزة (إثيوبيا)، أنتِ لديكِ موارد ضخمة من المياه، تهطل عليكِ طوال العام، مليارات لا حصر لها تجعلكِ أغنى بلاد العالم من المياه، فما تشربه مراعيكِ أكثر من موارد مصر المائية كلها.. كنا ننتظر منكِ أن تقيمى السد الذى أطلقتهِ (النهضة)، وأن تبادرى للحوار مع الشقيقة، لتسأليها عن احتياجاتها المائية، ومستقبلها، أو تتعاونى معها فى التنمية لإقامة حضارة إفريقية جديدة، وتسأليها عن مستقبل الحضارة المصرية التى قامت على نهر النيل، فى ظل السدود التى تقف، وتمنع انسياب المياه فى جداولها بفعل البشر.

لكن مصر السيسى بادرت، وعالجت المواقف، وترشيدها فى استخدام المياه، فى الداخل، وأموال طائلة لترميم الترع، وصيانتها، والمصارف، وإعادة تدويرها، مع تحلية المياه، وتبحث عن قطرة المياه لتعيش الحضارة، وتستمر، والأهم احتضان إخواننا الأفارقة فى العمل المشترك.

رحلة الرئيس الأخيرة، ورحلاته منذ توليه السلطة، ورئاسته القمم الإفريقية، والمنظمات المتعددة منها، وحديثه باسم إفريقيا المستمر- أصبح حديث الناس فى إفريقيا كلها.. فى موريتانيا، والسودان، وليبيا، وموزمبيق، وتنزانيا، وزامبيا، وجنوب إفريقيا، بل فى إثيوبيا نفسها.. كل العواصم الإفريقية تتحدث عن مصر، وعن حقها فى الحياة، وفى النيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى