ميزان الدولة القوية (1)

الثلاثاء 24 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49862
أعذر كل أسرة تستقبل الأعياد وتستشعر الأزمة الاقتصادية ونتائجها فى ارتفاع الأسعار، وعبء تدبير احتياجات أبنائها، خاصة أن العيد المقبل هو عيد الأضحى المبارك، وهو بالنسبة إلينا عيد اللحوم بكل أشكالها، وقد ارتفع سعر هذه السلعة بشكل يحتاج للدراسة، وإعادة الفحص، والتأنى بدقة، لأنه من السهل العودة إلى الأسعار الطبيعية السابقة فى ظل إمكاناتنا الراهنة مع ترشيد الاستهلاك، وهو هدف سام فى كل الأحوال.
لكننى أريد أن أشارك البعض منا فى فحص الأزمة الاقتصادية التى نعيشها الآن، والتى نواجهها من ميزان مختلف هو الدولة القوية التى نعيش فى ظلها، وتحت ظلالها، ولمن لا يُقدّر معنى ذلك أرجوه أن يتذكر معى، بكثير من الفحص، والأمانة، عقدا سابقا، ذلك أنه كيف آلت إلينا مصر كدولة ضعيفة، وهشة حينما خرجت مما سُمى بـالربيع العربى دون انهيار، لكنها قابلة للكسر، والضياع، وأنقذت نفسها، ولنكن صرحاء فى الدقيقة الأخيرة بفضل شجاعة شعبها، ومؤسساتها، وقادتها الذين اتخذوا القرار قبل الانهيار، أو الانزلاق فى حروب أهلية، ولنتذكر أيضا أن القيادة التى تولت الأمور سارعت بذكاء، وحنكة، وحسم إلى إعادة بناء الدولة، ومؤسساتها، وأصبح لها جيش قوى يحمى الغاز ومنتجاته، ويمنع الاعتداء على حدودنا الملتهبة من كل نواحيها بالإرهاب، والذى استشرى فى ربوعنا بفعل السحرة الذين وضعوا هدفهم أن يحكمونا، أو يقتلونا، ونجت مصر منهم، وتم بناء اقتصاد قوى، ومدن جديدة، ويكفى للتدليل على ذلك سوق الكهرباء فى مصر التى تسعى كل دول العالم إلى مشاركتها فيها، وإنتاج المزيد منها (١٣ مليار دولار ستدخل بلادنا فى فترة وجيزة لإنتاج طاقة متجددة من الشمس، والرياح، وربط الكهرباء بأوروبا، ودول الشرق الأوسط).
إن مصر لها اتفاقيات مع الصناديق الدولية، وتفى بالتزاماتها المالية، وتسدد ديونها، والأهم أن شركاتنا المعروضة للمشاركة فى البورصة، والأسواق الدولية تُطرح بأعلى الأسعار، وهناك تكالب عليها، وهذا معنى الأزمة فى ظل الدولة القوية، ونكمل معكم غدا كيف سنخرج منها، وأنها تبدو لى، رغم صعوبتها، أيسر العقبات التى واجهتنا فى الأعوام الخمسين الماضية.
