2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الهند والأ‏جندة العالمية الجديدة (1)

الأحد 7 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49874
فى الوقت الذى زار فيه أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، الصين، بعد توقف الزيارات بين (القوتين العظميين عالميا) نحو نصف عِقد من الزمان، حيث دخلت العلاقات بين البلدين مرحلة من الغموض بسبب تايوان، وتبادل الاتهامات بينهما، وقد جاءت هذه الزيارة، التى غيرت الكثير، لتشير إلى أنهما لن يدخلا معا نادى العداوة المبكرة، رغم أن واشنطن وبكين متشككتان بشدة من ثبات بعضهما ـ كانت هناك فى الوقت نفسه زيارة أخرى لها معان جديدة، ومتعددة على المسرح العالمى ( رئيس الوزراء الهندى فى واشنطن)، فى زيارة دولة على أعلى مستوى، وفى الوقت نفسه الترحيب من بايدن بمودى يُظهر أن هناك ترتيبات لأجندة عالمية جديدة، فى الوقت الذى مازالت لعبة الحرب فى أوروبا (روسيا وأوكرانيا) دائرة، وتدخل عاما ونصف العام، وربما تكمل العامين، أو تستمر أكثر من ذلك. على وقع صفيح ساخن ترتب القوى الكبرى، والإقليمية أجندتها الجديدة، وعلاقاتها المركبة، والمعقدة، فالهند، التى أصبحت فى نادى الكبار جدا، تستدعيها واشنطن للتعاون، والمشاركة، بعيدا عن الأستاذية، وتلقينها دروسا فى حقوق الإنسان، كما يريد زعماء اليسار فى واشنطن، حيث يريدون، ويبحثون دور الهند الوازن مع الصين، وهذا هو الأهم لهم. أمريكا تدرك قوة الهند الاقتصادية، والجغرافيا السياسية فى مصلحتها، ومعظم دول العالم تريد تبحث عن «الصين ‫+1»، والهند تتطلع إلى أن تكون مصنعا للعالم، ومنافسة فى كل السلع، والخدمات للصين، ومصر لم تكن بعيدة عن ترتيبات هذا المسرح السياسى العالمى، بل فى قلبها، وعلاقتها بالهند تضعها بين الدول الكبار، والمؤثرة إقليميا، وعالميا على الأصعدة السياسية، والاقتصادية، ولعل إشارة زيارة رئيس الوزراء الهندى إلى القاهرة (التى بدأت أمس، وتستمر يومين)، عقب زيارته واشنطن مباشرة، وفى زخم هذه التطورات العالمية المتزايدة، والمتلاحقة لبلاده ـ تشير إلى المكانة التى تحتلها مصر فى العالم، وتنعكس فى القلب منه الهند، وإلى العلاقات السياسية التى صاغها بمهارة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى العالم، خاصة مع الهند، فى زياراته المتتابعة من عام ٢٠١٥ إلى ٢٠٢٢.. وللحديث بقية. ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى