2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المعقولية.. والدولة الجديدة!

الأربعاء 15 من محرم 1445 هــ
العدد 49912
منذ بداية العام والدنيا فى إسرائيل تتطور، وتعيش حالة من اللامعقولية مع تشكيل حكومى كله، أو معظمه، من المتطرفين، يقودهم العرّاب المخضرم فى رئاسة الوزارات الإسرائيلية منذ استيلاء الليكود على الحكومة من العمال بعد 1977، فقد أصبح بنيامين نيتانياهو قاسما مشتركا تجده بين العقلاء، والمجانين، ومن هم فى المنتصف.. يستطيع أن يبيع لجمهوره كل شىء، ويجعله يبتلع طُعمه بمزاج، سواء أكان يقبله أم لا.

أوقن بأن القضية الأخيرة المشتعلة المسماة بـ «الإصلاح القضائى» هى شأن داخلى اسرائيلى.. خناقة بين التيارات المختلفة، وسواء حُلت، أو لم تُحل، فهى دقت إسفينا قويا فى التعايش بينهم لم يسبق أن حدث منذ قيام الدولة العبرية، ولكن بالقطع كان متوقعا، فقد وضع مستقبل إسرائيل على محك حقيقى، وليس مفتعلا.

لقد كشفت المسماة فى الشرق الأوسط واحة الديمقراطية عن حكومة ضمت كل المشارب (متهمين بالرشوة، والفساد، والغش).. فجروا بين بنى جلدتهم قضية تبدو من بعيد غير ذات أهمية (صادق الكنيست فى ٢٤يوليو الماضى على إلغاء قانون ذريعة المعقولية، ودخل حيز التنفيذ فى ٢٦ من الشهر ذاته بعد إعلان المحكمة العليا أنها لم تصدر أمرا بعرقلته)، وقد فجر القانون، دون أن يدرى نيتانياهو، الذى خفف من آثاره، المشترك القيمى بين الإسرائيليين، والنظام الديمقراطى الذى يجمع بين تل أبيب والغرب، وهنا نحن نتحدث عن اليهود فى العالم الأكثر تعقيدا مما نفهم، والأكثر حرصا، كما أصبح المشهد الإسرائيلى مفتوحا على الشارع على غير المعتاد (جنود، وضباط، ومهنيون، وأطباء يضربون عن العمل)، وقد أصبح جيش الهجوم الإسرائيلى فى خطر، كما فجر إلغاء حجة المعقولية سؤال الهوية، والجدل المفتوح فى كل منطقة الشرق الأوسط حول إسرائيل، حتى علاقتها بأمريكا فى هذه القضية حولها تساؤلات، وتم تعديل، وتقليص السلطة القضائية، وأحكمت قبضة لصوص الانتخابات هناك على السلطات الأخرى فى دولة بلا دستور.

لقد كانت المعقولية عندهم دستورا، أى سقطت الدولة التى قامت ما بعد ١٩٤٨، ونحن الآن فى ظل دولة جديدة لها مقاييس، وسياسات، ورؤى ستظهر تباعا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى