2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

‏البهرة

السبت 25 من محرم 1445 هــ
العدد 49922
عودة البهرة لمصر كانت مصالحة إيجابية مع التاريخ الإسلامى الذى شهد كثيرا من الصراعات الدموية (فعلها الرئيس السادات فى السبعينيات)، فهم طائفة من المسلمين تأثروا بالصراعات، والحروب التى جرت وقائعها عبر التاريخ بسقوط دولة، وصعود أخرى، وهم فى تاريخهم ينحدرون من سلالة الفاطميين الذين حكموا مصر، وشيدوا الأزهر الشريف، والذين هزموا على يد الأيوبيين فى صراعات الحكم، والإمبراطوريات، لينطلق البهرة بعد ذلك إلى العديد من دول العالم، ويتركوا السياسة، ويتفرغوا للتجارة، والعمارة، والبحث عن محبة الناس، واسم البهرة بضم الباء مشتق من كلمة «فهرو» التى تعنى التجارة فى اللغة الجوجارتية الهندية، وقد وصلوا إلى بلاد الهند عن طريق تجارتهم (خط السير الذى كان يصل بين اليمن وتجار الهند) إلى أن أصبحت طائفة البهرة من أكبر الطوائف الإسلامية فى الهند، وقد عاشوا فيها، وأحبهم الهنود، وانتعشت تجارتهم بينهم، وقد اختاروا محبة مصر.

إن ترحيب الرئيس عبد الفتاح السيسى بهم أثلج صدور المصريين المتسامحين مع دينهم، ومع تاريخهم، وقد ركز البهرة نشاطهم فى مصر فى إعمار بيوت الله، خاصة مساجد آل البيت، وكان مسجد الحسين مكانا مفضلا لهم، وسلطانهم الحالى مفضل سيف الدين منحه الرئيس عبدالفتاح السيسى «وشاح النيل»، ومركزهم مومباى، ولهم وجود فى أكثر من ٤٠ دولة فى العالم، وقد هاجر وفد منهم إلى مصر خلال الستينيات من القرن الماضى، ولانتمائهم إلى الفاطميين، فإنهم يجتمعون غالبا لإقامة الصلاة فى مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمى وغيره من المساجد الفاطمية، ويعمل البهرة على إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبورهم، ومساجدهم، إذ أسهم سلطانهم بجهود مقدرة فى ترميم وتجديد مقامات آل البيت فى مصر، وعدد من المساجد التاريخية، ومن أشهر الآثار الفاطمية التى قام البهرة بتجديدها مسجد الحاكم بأمر الله المسمى بالجامع الأنور الملاصق لسور القاهرة من الجهة الشمالية، وأخيرا إسهاماتهم الجادة فى الأنشطة الخيرية، والاقتصادية، ومنها دعمهم صندوق «تحيا مصر» كمبادرة لاحترامهم لمصر، ونحن نقدر فيهم، رغم أنهم يعيشون فى بلاد عديدة، أنهم ورثة الفاطميين المصريين، وأمناء دعوتهم عقيدة وتشريفا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى