2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

«يونيو 67».. الطريق إلى النصر!

الأربعاء 19 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49975
لم تكن معارك «الاستنزاف» تُغنى عن حرب شاملة، وإنما كانت كافية لترسل للعدو رسالة محددة عن معنى مصر، ورفض الهزيمة، واستيعابها، وأن هناك تخطيطا مصريا لن يتوقف حتى نهزم الهزيمة، ولذلك فإن يونيو 67 كان طريقا للنصر، وهذا ما تحقق فى ظهيرة ٦ أكتوبر ١٩٧٣ بالعبور المذهل لقناة السويس، وتحرير الأرض.

لقد كان حجم هزيمة يونيو ٦٧ كبيرا، حيث استولت إسرائيل (فى ٦ أيام) على مساحة شاسعة من البلاد العربية (69347 كيلو مترا)، وإذا ما قارناها بما استولت عليه فى عام ١٩٤٨ وأقامت عليه دولتها (20700 كيلو متر)، فإنه يتضح أن هزيمة يونيو 67 كانت ما يعادل ٣ أضعاف ونصف ضعف مساحتها التى كانت عليها فى الرابع من يونيو ١٩٦٧، ومكنتها هذه المساحات الشاسعة من تحسين وضعها الإستراتيجى، وقدرتها على المرونة العسكرية، وملّكتها (لأول مرة منذ نشأتها) من الاستناد فى خططها الدفاعية إلى مواقع جغرافية طبيعية مثل قناة السويس، ونهر الأردن، ومرتفعات الجولان السورية.

كذلك الحال نفسها تكررت على الجبهة الأردنية، فقد احتلت إسرائيل الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، (٥٨٧٨ كيلو مترا)، وقلصت حدودها مع الأردن من ٦٥٠ كيلو مترا إلى ٤٨٠، من بينها ٨٣٫٥ كيلو متر طول البحر الميت.

أيضا على الجبهة السورية فقد استولت إسرائيل على ١١٥٨ كيلومترا من مساحة هضبة الجولان البالغة ١٨٠٠ كيلومتر، وحققت باستيلائها على الهضبة المكاسب الإستراتيجية التى كانت تحلم بها، وذلك لما تتميز به الجولان من تضاريس فريدة من الناحية العسكرية.

وفى الأخير، يمكننا أن نقول ببساطة إن ما حدث فى عام ١٩٦٧ أسفر عن اختلال موازين القوى الناجم عن تلك الحرب، ولايزال متحكما فى الكثير من معادلات الصراع العربى- الإسرائيلى، ورغم انتصارات ١٩٧٣، فإن التداعيات السلبية الهائلة التى خلفتها هزيمة ١٩٦٧ لاتزال تتفاعل فى الواقع العربى حتى الآن.. وغدا نكمل الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى