2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

السادات.. وعبقرية المصريين «1»

السبت 22 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49978
«لقد خدع الرئيس الراحل أنور السادات (المنتصر) العالم ليسترد العزة، والكرامة لمصر»، تلك كلمات تثبت الأيام صحتها، وتكشف الأسرار التى لاتزال تتدفق حول هذه «العبقرية» التى وصلت إلى سجل القرن العشرين بكل اقتدار منافسة لكل الكبار، وقادرة على إبهار العالم. 

لم يتوقف السادات أمام جائزة النصر، أو السلام، أو «نوبل»، ولم تكتفِ مصر، والعرب، وأمريكا، والعالم بالاحتفاء به.. بقانون وقعه الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان، فنحن أمام رجل شجاع له رؤيته، وحكمته التى هزت العالم لإنجازاته البطولية، وإسهاماته فى إنقاذ الشرق الأوسط (حربا وسلاما)، وأثبتت الشهادة الجديدة لهنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، فى حق بطل الحرب، وصانع السلام، والتى جاءت فى العيد الخمسين لانتصارات أكتوبر- أخطاء الرافضين لطريقة الرئيس الراحل أنور السادات فى معالجة الصراع بين مصر وإسرائيل، والتى تُوجت باتفاق سلام بين البلدين فى ١٩7٩، وعودة السيادة المصرية على كامل سيناء لاحقا، فقد حاول هؤلاء الرافضون إثبات أن السادات لم ينتصر فى حرب أكتوبر، وأنه راهن رهانا خاسرا على الأمريكيين الذين ورطوه (حسب زعمهم) فى اتفاق أدى إلى جملة خسائر آنية ومستقبلية لمصر، والعالم العربى، والمفارقة أنه فى الذكرى الخمسين لانتصار أكتوبر كان بيننا كتاب كيسنجر (The leadership) الذى لم يتخل فيه عن رواياته السابقة، وأعاد الاعتبار للسادات بوضعه ضمن ٦ شخصيات عالمية بلورت سياساتها الداخلية والخارجية معنى «القائد»، وخصائص عملية القيادة الناجحة فى ظروف تبدو غير مواتية، وسباقات تتسم بالاضطرابات، وعدم اليقين.

أعتقد أن القراءة الموضوعية لشهادة كيسنجر تشير إلى أن السادات وضع فى سياساته القيم الأخلاقية، والإنسانية، مع الاستعداد للمغامرة من أجل تحقيق الأهداف، وقد شرح كيسنجر (داهية أمريكا) عبقرية السادات، الذى ملك مفاتيح الإستراتيجيات بعيدة المدى، كما وصفته جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية، وقتها، بــ «الثعلب»، وقد وصف المؤرخ الكبير جمال حمدان نصر أكتوبر بأنه ليس مجرد نصر إستراتيجى على نكسة يونيو الأليمة، لكنه نقطة تحول مؤثرة فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى، ومغزاه أكبر من أبعاده العسكرية، والسياسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى