منعطف تاريخى حاسم..!

السبت 29 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49985
الصراع العربى- والفلسطينى تحديدا- الإسرائيلى يمر اليوم بمنعطف تاريخى حاسم، سيتوقف أمامه المحللون، والمراقبون بالكثير من الاهتمام، والاستخلاصات المستقبلية التى ستُبنى عليها كل علاقات منطقة الشرق الأوسط، وشعوبها، وطوائفها، وانتماءاتها.
عندما حدثت فى ٧ أكتوبر معركة حماس مع الكيان المغتصب، فقد اتبعت المقاومة (باحترافية) أسلوبا جديدا (خطأ كان أم صحيحا)، وللحق لا تلوموا المقاومين أيا كانت انتماءاتهم، فقط ساعدوهم لأنهم فى حاجة ملحة إلى استقلال بلدهم، والثأر لكرامة شعبهم المهدرة بواسطة إسرائيل التى تساعدها أمريكا، ومن ورائها كل العالم الغربى بكل الأساليب، والأسلحة، والأموال، حتى فى همجيتها وضربها بحقوق الإنسان عُرض الحائط، فالأمريكيون، والغربيون يتملقون إسرائيل، ولا يقدمون لها النصيحة التى هى أغلى بالنسبة إليهم الآن من السلاح الذى لن يجدى نفعا، وها هى غزة تهدمت على رءوس المدنيين، والعالم العربى الآن كله يتساءل: أين حقوق الإنسان؟.. هل عندما تصل إلى أطفال غزة، ونساء فلسطين تضيع بسبب الصلف، والغرور الإسرائيلى؟!
إن غزة وأهلها الآن فى أزمة حياتية، ونحن معها نشعر بالآلام، ونسعى لتوفير ممر آمن للأطفال، والمرضى، والمصابين، وفى الوقت نفسه نحافظ على فلسطين، ولن نقبل بنزوح، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لأن قضيتهم حية، ويجب أن تعيش ولا تسقط.
لقد فتحت مصر معبر رفح، ومطار العريش كشرايين تتغذى بها غزة، وقد كشفت المعركة الدائرة الآن، والتى تولدت عنها أكبر كارثة إنسانية، بشاعة الاحتلال المستأسد غربيا، وأمريكيا، ولا شك فى أن إسرائيل وأمريكا سيدفعان الثمن غاليا لما يحدث فى قطاع غزة، فيجب أن يسارعا إلى احترام قوانين الحروب، ودستوريتها، وأن يعودا إلى الاقتراح الأمثل وهو ليس تهجير الفلسطينيين، أو نزوحهم من أراضيهم، ولكن الأرض مقابل السلام وليس الغوغائية، وفوضوية المتطرفين فى إسرائيل التى تدعو إلى السلام مقابل السلام.
إننى أثمن عمق الرؤية، والسياسة التى انتهجتها مصر منذ أن تفجرت هذه الأزمة الكبيرة، والمخيفة، والتى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى عبر بنا من التطرف، والإرهاب، ونحمد الله أنه ربان سفينة مصر فى هذه اللحظة الحساسة، والقاسية فى التاريخ العربى كله.
