مالطا.. ولحظة غزة!

السبت 4 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50020
لحظة غزة مازالت تشكل تأثيرا كبيرا على المسرحين الإقليمى، والدولى، لأن ما يشهده القطاع على مدى الساعة من إبادة للأطفال، والنساء، والشباب، والشيوخ، والمرضى، وذوى الاحتياجات.. وترويع المدنيين كافة- يكشف عدوانية الاحتلال الإسرائيلى إلى أبعد مدى.
لم يكن ما يحدث فى غزة مقتصرا على سقوط الأطفال، وفقدان الأرواح، والإصابات الجسيمة، وإهلاك الممتلكات، فمن يتابع غزة فسوف يجد أن زلزالا مستمرا قد ضربها، وضربتها كذلك قنابل نووية تكتيكية مخيفة هدمت المدينة، والساحل على رءوس أصحابه، والمناشدات الدولية، وما يصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان لم يسهم فى إيقاف القصف المروع، وآلة الحرب الجهنمية الإسرائيلية ولو حتى لهدنات إنسانية.
لقد أرسلت قمة القاهرة للسلام، وقمم الرياض الإفريقية، والعربية، والإسلامية إشارات قوية للمجتمع الدولى، لكننا حصلنا أخيرا، بناء على اقتراح مالطا، على قرار من مجلس الأمن بفرض هدنة إنسانية، ودعوة كل الأطراف إلى الامتناع عن حرمان المدنيين فى قطاع غزة من المساعدات، والاحتياجات الأساسية من الخدمات.
أعتقد أن مجلس الأمن قراراته ملزمة، ورغم روسيا حاولت أن تكون الهدنة الإنسانية دائمة، فإنها فشلت بسبب التدخل الأمريكى، والغربى لاستمرار إعطاء الإسرائيليين فرصا للتوغل فى قتل المدنيين بحثا عن أعضاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
الغريب، والعجيب أن القرار لم يأتِ من الدول الخمس الكبرى المسئولة عن حماية الأمن، والسلم الدوليين، وكان مشهد العالم من الحرب على غزة مخزيا للبشرية، والإنسانية من كل الدول الكبرى، ولكننا شاهدنا قرار مالطا يخرج إلى النور كمحاولة أخيرة لإنقاذ وجه النظام الدولى، أو ما تبقى منه، ليعرف الكل، خاصة فى الشرق الأوسط، أننا أصبحنا فى عالم جديد، ومختلف، لم يحمِ فيه الضعفاء من الأقوياء، وأصحاب النفوذ، والأموال أحد.. فانتبهوا، وشكرا مالطا.
