وحدة الخطاب العربى .. والحوار مع واشنطن «1»

الأحد 17 من شعبان 1446 هــ
العدد 50476
كانت زيارة الملك عبدالله الثانى، ملك الأردن، إلى البيت الأبيض فى بدايات الخطاب العربى، بعد الأطروحات التى أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول غزة، والتى كان محورها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم لتعميرها، أو إقامة ريفيرات، كما تزعم الأفكار المطروحة- أكثر من مؤثرة، بل واضحة، وأثبتت جدارة القدرة العربية فى مواجهة هذه الترتيبات غير المقبولة الصادرة من البيت الأبيض، والتى لا يغيب عنها الأفق السياسى فقط بل أى أفق معقول، فليس من المصلحة العربية الاصطدام مع الإدارة الأمريكية، ولكن الطبيعى تقسيم الأدوار، ووحدة الرأى والرؤية العربية عندما يتناقض ما تراه واشنطن، أو يصطدم كليا مع الأمر، أو مع ما يهمنا من قضايانا، ويجب تفنيده فورا، ومباشرة وشرح تناقضاته، وتأثيره على استقرار منطقتنا الآن ومستقبليا، وأنه لا يتلاءم، ولا يستقيم مع مصالح بلادنا، أو قضايانا الرئيسية، وأن يكون هناك تقسيم للعمل، والأدوار للمواجهة، وتقديم الحلول.
لقد شرح الملك الأردنى بحكمةٍ ضرورة الاستماع إلى وجهة النظر العربية كاملة، والتى ستترجمها القمة المقبلة ( ٢٧ من الشهر الحالى)، وسوف تنقلها القاهرة، وهى أقدر البلدان العربية تعاملا مع القضية الفلسطينية، وقطاع غزة تحديدا، وصاحبة خبرة طويلة فى التعامل مع الإدارة الأمريكية حول فلسطين، والعالم العربى ليس أمامه رفاهية تأجيل الحوار مع واشنطن، فهى العاصمة الوحيدة القادرة على التأثير فى إسرائيل، والظروف العربية، رغم التحديات الكبيرة، فى وضع قادر على التأثير فى السياسة الأمريكية بوضوح لو اتحدت كل الاتجاهات العربية فى رؤية واضحة، ومحددة.
إننا جميعا كعرب نواجه ما هو أقسى من الحرب من أجل القضية الفلسطينية، فإن هناك تهديدا صارخا بالمحنة ضد وجودنا، وحضارتنا، وثوابتنا، بل تاريخنا كله، ليس غزة فقط التى من الممكن أن تضيع، أو الضفة الغربية، ولكن كل بلداننا إذا لم نتفق على أسلوب مواجهة الاحتلال الإسرائيلى وأمريكا، والتعامل معهما فى الشرق الأوسط دبلوماسيا، وغدا نكمل الحديث.
