الزيارة البائسة..!

الأربعاء 25 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50689
فجأة أطل ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكى، على المنطقة فى زيارة لدولة الاحتلال الإسرائيلى بعد غياب طويل، وعقب ضرب تل أبيب الدوحة مباشرة، وفى أثناء عقد القمة العربية والإسلامية التى أعطت رسالة قوية للعالم، وأمريكا، وإسرائيل، قطعا، لأن اعتداءها على الوسيط القطرى ليس له معنى إلا أنها لا تسعى إلى السلام بل تخطط للحروب الشاملة. لقد كان العالم العربى والإسلامى واضحا فى أنه لن يقبل بهيمنة إسرائيل على المنطقة، وبينما كان ستيف ويتكوف، رجل الأعمال، والمطور العقاري، وصديق ترامب، هو الوسيط فى قضايا الشرق الأوسط، وعلاقات الحرب، ويعتبرونه فى واشنطن وثيق الصلة بقطر، لأن مشروعاته معها متنوعة، وهو كذلك المتردد على المنطقة، وعلى إسرائيل، والدول العربية المجاورة، حتى إنه زار غزة، وكانت الخارجية الأمريكية مهمشة فى هذا الدور السياسى البارز للإدارة الأمريكية- فجأة تغير الأسلوب وجاء روبيو واختفى ويتكوف، ويبدو أن الأمريكيين أرادوا فى هذه الزيارة أن يرسلوا جملة من الرسائل لإسرائيل ودول المنطقة كلها، لأن إسرائيل تريد أن تطمئن إلى أن الفيتو الأمريكى مفعل فى مجلس الأمن لوقف المد العالمى الذى تمثل فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية بإجماع دول الجمعية العامة للأمم المتحدة. أعتقد أن زيارة روبيو كانت مثالا صارخا للضعف الأمريكى أمام إسرائيل، وعدم قدرتها على التأثير على مسرح الحرب فى غزة، والذى يتسع بالضربات الإسرائيلية المتهورة، وكان آخرها ضرب قطر، وغزو غزة، حيث تأبط روبيو يد نيتانياهو خلال زيارتهما حائط البراق وأداء الطقوس التلمودية لإرضاء غرور المتغطرسين فى دولة الاحتلال، بينما المنطقة والعالم كله يغلى من حروب إسرائيل، وعدم قدرة الرئيس الأمريكى على لجم هذا التهور، وتوسيع رقعة الحرب التى طالت أكبر حلفاء أمريكا الذى يستضيف أكبر القواعد العسكرية، والذى لم يتأخر عن أى طلب أمريكى للوساطة حول العالم، لكن أمريكا لم تلجم العدوانية الإسرائيلية على قطر، ودول الخليج، بل إن نيتانياهو كان فى هذه الضربة يقصد كذلك أمريكا، وزيارة ترامب الأخيرة للسعودية والإمارات وقطر، وعدم زيارته إسرائيل، وكان الرد الأمريكى على زيارة ترامب، وعلى وساطة قطر فى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين فاضحا، وكانت رسالة روبيو فى إسرائيل بائسة، وفاضحة للضعف الأمريكى فى هذه الحقبة الراهنة.
